قال : ونا المنقري ، نا العلاء بن الفضل ، نا الهيثم بن رزيق المالكي عن أبيه قال : قال الأحنف : إيّاك والغضب ، فإنه ممحقة لفؤاد الحليم.
قال : ونا المنقري ، نا العلاء بن جرير عن أبيه قال : قال الأحنف : ينبغي للعاقل أن يتوخى بالمعروف أهل الوفاء.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن علي ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنبأ سفيان ، عن أبي حيّان ، عن أبي الزنباع ، عن أبي الدهقان ، قال : صحب الأحنف بن قيس رجل فقال : ألا نحملك ونفعل ، قال : لعلك من العارضين ، قال : وما العارضون؟ قال : الذين يحبّون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فقال : يا أبا بحر ما عرضت عليك حتى تذكر كلمة قال : يا ابن أخي إذا عرض الحق فاقصد له واله عمّا سواء ذلك.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا الحربي ـ يعني إبراهيم بن إسحاق ـ نا أبو نصر عن الأصمعي أن الأحنف بن قيس كان يجالسه رجل يطيل الصمت حتى أعجب به الأحنف ثم إنه تكلم فقال : يا أبا بحر أتقدر أن تمشي على شرف المسجد قال : فتمثل الأحنف :
وكائن ترى من صامت لك معجب |
|
زيارته أو نقصه في التّكلّم |
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرأ عليّ إسناده ـ أنا أبو علي الجازري (١) ، أنبأ المعافى (٢) بن زكريا ، نا عمر بن الحسن بن (٣) علي بن مالك الشيباني ، نا محمّد بن القاسم ، نا الأصمعي ، قال : نظر الأحنف إلى سيف مع رجل من بني تميم فقال : إنّ فيه لقصرا وإنه لجيّد فقال صاحب السّيف : يا أبا بحر إنّما تطيله خطوة كما قال الشاعر (٤) :
نصل السّيوف إذا قصرن بخطونا |
|
قدما ونلحقها إذا لم تلحق |
__________________
(١) بالأصل : «الحاروني» والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(٢) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٣ / ١٥٩.
(٣) بالأصل : «نا» خطأ والصواب ما أثبت عن الجليس الصالح ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٤٠٦.
(٤) البيت نسب بحواشي الجليس الصالح لكعب بن مالك ، انظر تخريجه فيه.