النباتات والحيوانات
الحجاز فقير جدّا بالنباتات من جراء القيظ الخارق ونقص الرطوبة. ومن عداد النباتات الخشبية رأيت في جميع الفجاج شجرة شائكة جدّا من نوع الطلح (الاقاصيا) أسمها «الشوك» ، وتبلغ مقاييس كبيرة وتشكل الصنف الوحيد من المحروقات. في أوائل نيسان (ابريل) ، في طريقي إلى مكة ، كانت هذه الشجرة لا تزال تحمل أوراقا ، ولكن في حزيران (يونيو) لم يبق على الغصون سوى قرون ناضجة قوسية الشكل. وهذه القرون تباع في البازارات لأجل علف الجمال وغيرها من المواشي ؛ والرحل يعلفون بها أيضا قطعانهم من الماعز والغنم ؛ ولهذا الغرض يسقط الراعي القرون بعصى طويلة ، وسرعان ما تتلقفها الماشية السائرة وراءه.
وبصورة اندر تقع العين على أصناف أخرى من النباتات ومنها أم غيلان والسنط. وأقرب إلى البحر تقع العين على مجموعات كبيرة من نبات يشبه الايندرا كثيرا ، ولكن مقاييسه كبيرة ويسمى العشّر.
في الشتاء ، حين تتساقط الأمطار تظهر أعشاب ما يتسنى للبدو أن يخزنوا منها كمية ما من الهشيم.
في ضواحي مكة ينمر بأعداد كبيرة السنا المكي ؛ وأوراقه معروفة في البيع باسم «الورق الاسكندري».
الحجاز الفقير بالنباتات فقير أيضا بالحيوانات. ومن عالم الحيوان ، رأيت شخصا ، بالشكل البري ، نوعا صغيرا من القرود ، والثعالب ، ورأيت من الطيور الحمام والغراب ، والقنابر الكبيرة والحدآن. يقولون انه توجد أيضا ذئاب وضباع وظباء ، ومن الطيور اللقلق والهدهد ، وغيرهما. حياة الحشرات لا تتكشف إلا في وقت ابرد من السنة : في أوائل نيسان (ابريل) ، ليلا ، على نور المصباح ، تطير من