وقد أوضح الوالد ، جوابا عن سؤالي ، أن إحدى عيني الصبي قد انغلقت ، وانه (أي الوالد) قام بعملية الكي بيده ، وأن حالة ولده أفضل الآن.
وعند البدو أساليب أصيلة جدّا لمعالجة عواقب السأم ؛ فالمريض يطعمونه السمنة ، ويدثّرونه بشدة وكثافة ، وطوال نحو ساعتين لا يدعونه يشرب ؛ وفي حالات أشد إرهاقا ، يحفرون حفرة بقامة الإنسان ، ويشعلون فيها موقدا ثم يجعلون الموقد يبرد نوعا ما ، ويضعون فيها المريض ويطمرونه تاركين رأسه فقط طليقا ، ويبقونه في هذه الحال أطول مدة ممكنة ، ثم يسحبونه ويدثّرونه ويدهنون جسده بالسمنة ، ولا يدعونه يشرب طوال نحو ثلاث ساعات.
وعلى العموم يشكل نمط حياة البدو خليطا من عادات بربرية تماما وبعض سمات الفروسية والنبل. وهذا الشعب لا يزال بدائيّا تماما ولم يتعرض البتة لتأثير الزمن.
صحيح أن كلا من القبائل تشغل أرضا معينة ، ولكن مناطق بعض القبائل لا تشكل رقعا واحدة متواصلة ، بل هي متوزعة في عموم الحجاز ؛ وبعض القبائل التي كانت تقطن من قبل في الحجاز استقرت في بلدان مجاورة. وفي الوقت الحاضر تقيم في الثلث الجنوبي من الحجاز القبائل التالية من البدو (راجع الجدول على ص ١٤٥).
التجارة والصناعة عند السكان الرحل
للتجارة والصناعة عند البدو ، سواء بسواء ، مقاييس تافهة للغاية وذات طابع محلي فقط. سكان السواحل يبيعون من التجار الكمية التافهة من اللآلئ والمرجان والصدف وعظم السلاحف وما إلى ذلك ، التي يستخرجونها من البحر. وأصحاب البساتين الواقعة على طرق الحج الكبيرة يتعاطون بيع الحنّاء وبلسم «الفلسنك» والتمر من الحجاج.