عادة تجري حركة القوافل والركب في غضون ٤ ـ ٥ أشهر من الحج وفي شهر رجب حين يقوم سكان مكة بالحج إلى المدينة المنورة ؛ أما في الوقت الباقي ، فيتوقف كل اتصال.
حين تنطلق قافلة من مكة أو من المدينة المنورة أو من ينبع ، فإن السلطات التركية تأخذ أحيانا من المقوّمين رهائن خاصة تبقى قد الاعتقال إلى أن يأتي نبأ عن وصول القافلة إلى مقصدها ، ثم يطلقون سراحهم بصرف النظر عما إذا كانت قد حدثت في الطريق حوادث نهب وسلب فريدة أم لا.
البدو وعمليات النهب والإعتداء
خطر السفر يتلخص أمّا في عمليات النهب الصغيرة التي يقوم بها البدو ، وأمّا في إعتدائهم السافر على القوافل ، وأما في المقاومة المسلحة التي تبديها بعض القبائل لمرور القافلة في أراضيها.
في الطريق بين مكة وجدّة ، حيث الحركة دائمة ، تشكلت من شتى الأوباش عصابات كاملة من قطاع الطرق تنهب وتسلب على الدوام رغم وجود المخافر ، أمّا في الطرق بين مكة والمدينة المنورة وينبع ، فإن هذا الشر يتطور أثناء حركة الحجاج ؛ فإن قبائل برمتها تتعاطى السلب والنهب ، دون أن تعتبر البتة ذلك جريمة ، وتبيع علنا وبكل حرية ما تحصل عليه من الأشياء بهذه الطريقة ، وأثناء إحدى الوقفات في الطريق بين مكة والمدينة المنورة ، ظهر بدوي من بطن لحابة وأخذ يتنقل على الركب كله عارضا بيع سلاح وحزام والبسة حج وغير ذلك ، وبدلة حاج قتله قبل ذاك ، الأمر الذي اعترف به بنفسه على المكشوف. ورفم السعر التافه الذي طلبه ، لم يعمد أحد من الركب إلى شراء المعروص. لقد أصبح نهب الحجاج حرفة مفيدة ؛ وكما كان التكنيون (١) يقولون في
__________________
(*) إحدى القبائل التركمانية الكبيرة. الناشر.