المباني العامة
بين المباني العامة ، عدا الحرم الشريف الذي سنحكي عنه في الفصل التالي ، يبرز مبنى السراي الكبير ، الوحيد الطابق ، أي مبنى إدارة الولاية ، بهندسته المعمارية الأوروبية الجميلة. وإلى جانبه ينتصب مبنى التكية المصرية الشاسع حيث يقدمون ، من مال الأوقاف الواصل سنويا من مصر ، وقدره ١٦٠٩١٢ قرشا (١) (حوالي ١٦ ألف روبل) ، أثناء الحج ، في كل صباح ، للحجاج المعدمين ، طعاما مؤلفا من رغيفين غير كبيرين ومن الحساء. وابعد قليلا ، توجد مؤسسة خيرية دينية مماثلة تمولها الأوقاف التركية. ولكن خير مبنى في مكة إنما هو ، بلا ريب ، المبنى الضخم من طابقين المنتصب عند المخرج ، والمكتمل بزينة ، والمعد ، كما أوضح لنا بانيه ، لأجل إيواء الحجاج الذين لا مأوى لهم ؛ وهذا المبنى مربع الشكل ، وفي داخله حوش ، وطول واجهته زهاء ٧٠ ساجينا ؛ وهو بالفعل مبنى متين جدّا فيه قاعات عالية شاسعة ، وسلالم مريحة ، وحمامات ، وخلاف ذلك. ونظرا لموقعه في طرف المدينة وترتيب الغرف المطلة على رواق مشترك ، يمكن أن يقوم بدور مستشفى ممتاز. أما الحجاج الفقراء ، فهو بالنسبة لهم بذخ مفرط ؛ ونظرا للبعد عن الحرم حيث يتوفر لهم الغذاء والمبيت ، من المشكوك فيه أن يذهبوا إليه طوعا واخيارا. ويستفاد من أقوال الباني أن الحكومة التركية اعتمدت للبناء ٤٥ ألف ليرة (حوالي ٣٨٠٠٠٠ روبل) ؛ ولكن نظرا للتأخير في تقديم التسليف ، يدوم البناء للسنة السادسة.
بين مجموعة البيوت الخاصة في مكة ، تةجد أيضا كثرة من بيوت الأوقاف تبرع بها الحجاج الأغنياء لاستعمالها بصفة مدارس دينية أو على الأرجح ، بصفة «تكيات» أي بصفة مساكن في ومن الحج للحجاج من
__________________
(*) كتاب «دليل الحج».