وتوجد في المدينة صيدليتان خاصتان صغيرتان جدّا وفقيرتان وصيدلية حكومية واحدة؛ وهذه الصيدليات لا تملك غير الأدوية الأكثر استعمالا.
السلطات الادارية والقضائية في المدينة
المدينة يحكمها مباشرة الوالي والشريف ، ولا توجد البتة اية سلطات مدينية (بلدية) حقا. لأجل حل الخلافات والدعاوي ، يوجد ضرب من قاض مديني (بلدي) هو «المحتسب». وللنظر في القضايا الشرعية ، يرسلون كل سنة من القسطنطينية إلى مكة المكرّمة والمدينة المنورة قضاة خاصين ؛ وفضلا عن ذلك ، يوجد أربعة مفاتي ، أي مفتي واحد بكل من المذاهب السنّية. ولحفظ النظام في الشوارع لم ار سوى دورية عسكرية واحدة ، قرب الحرم. أما في الأماكن الأخرى ، فإن أمر المراقبة على النظام متروك للسكان أنفسهم ؛ والسكان يقومون بالفعل جزئيّا مقام رجال الشرطة ؛ ففي حال الشجار ، الأمر الذي غالبا ما يحدث بين صبيان الشوارع العرب ، يتراكض التجار من الدكاكين المجاورة أو يتراكض المارة ، ويفرقون فورا بين المتشاجرين ؛ وإذا ما تهاوى جمل في الشارع ، أو إذا ما حدثت سرقة ما ، ـ وهذه ظاهرة نادرة نسبيّا هنا رغم تقاطر الناس من كل شاكلة وطراز بأعداد كبيرة ـ يحرص الناس أنفسهم على أنهاض الجمل ، وعلى اعتقال السارق وإيصاله إلى السلطات. أما النظم التي تتطلب الرقابة الدائمة ، فلا وجود لها هنا ؛ مثلا. لا ضبط ولا تنظيم لحركة القوافل في الشوارع ؛ ومن جراء ذلك تتوقف الحركة ساعات وساعات ، وتمتلئ الشوارع بالجمال دون أن تترك مكانا حتى لسير المشاة.