البريد والبرق
توجد في مكة مؤسسة للبريد والبرق تحفل دائما بالعمل أثناء تجمع الحجاج. والبريد المحلي لا يقبل الطرود ولا الإرساليات النقدية ، ولا حتى الرسائل المسجلة ؛ وأثناء الحج يقتصر عمله كله في قبول وتسليم الرسائل البسيطة فقط. ونقل البريد على ظهور الحمير إلى جدّة في اتجاه ، وإلى الطائف في اتجاه آخر ، يقوم به أحد سكان المحليين. أما النقل إلى المدينة المنورة ، فيقوم به البدو على الهجائن. وغالبا ما سمعت الشكاوي من أن الرسائل البسيطة ، وبخاصة في زمن الحج ، تضيع بكثرة.
ومكة موصولة بخط برقي (تلغرافي) مع جدّ والطائف. وأثناء إقامة الحجاج في منى يفتتحون فيها محطة موقتة. وجدّة تعمل بكبل يمتد إلى سواكن ـ وهي بلدة مصرية على الساحل المقابل من البحر الأحمر. وختاما للكلام عن هذه المسألة ، يبقى أن اقول انه لا توجد في الحجاز مؤسسات للبريد والبرق إلا في النقاط الثلاث المذكورة أعلاه ـ مكة ، وجدّة ، والطائف. وفي المدينة المنورة لا يوجد سوى مركز بريدي يقبل الرسائل البسيطة والمسجلة فقط ، ويعمل بصورة غير منتظمة ؛ فإن الرسائل تصل من مكة تارة مرة في الأسبوع ، وطورا مرة في كل أسبوعين ؛ ولا وجود للاتصال المباشر مع ينبع حيث توجد أيضا مؤسسة بريدية. ونقل البريد في البحر الأحمر تقوم به شركة الملاحة الخديوية السابقة التي تدخل سفنها في الوقت الحاضر كل أسبوع إلى مرفأ جدّة ، ومرتين في الأسبوع إلى مرفأ ينبع. وفي غضون ٣ ـ ٤ أشهر في السنة ، حين يجري نقل الحجاج من ينبع إلى أوطانهم ، لا تدخل سفن البريد إلى هذا المرفأ اطلاقا نظرا لمضايقات الحجر الصحي.