تقع المدينة على بعد حوالي ٣٥٠ فرستا بخط مباشر إلى الشمال من انقاض مدينة يثرب القديمة ، وسط سهل عريض يحيطه جبل أحد من الشمال وجبل خيبر من الجنوب ويضيق السهل إلى الغرب وينفتح إلى الشرق. والمدينة مطوقة بسور حجري تنتصب أبراج في زواياه ، وقرب بواباته الأربع ؛ وقد بنى السور في عام ١٥٣٥ وتم تجديده عند انتهاء حركة الوهابيين. والمدينة بالذات تشغل رقعة صغيرة جدّا من الأرض ، حوالي فرستا مربع واحد ؛ من الجهة الغربية تلتصق بها ضاحية «مناخة» التي نشأت في الآونة الحديثة والمسيجة بدورها بسياج يلتصق في أطرافه بسور المدينة المنورة.
الشوارع
إذا دخلنا عبر البوابة الغربية للضاحية المسماة «الانبارية» ، التي لا يجيزون إلا عبرها دخول وخروج القوافل والركب ، فأن العين تقع على شارع عريض ، مخطط باستقامة ، وتنتصب فيه أعمدة للمصابيح من كلا الجانبين وبيوت كبيرة. من الجانب الأيسر في هذا الشارع ، قرب البوابة بالذات ، يقوم المبنى الشاسع للتكية المصرية التي تتفق وظيفتها مع وظيفة التكية المماثلة في مكة ؛ من الجانب الأيمن ، مقابل التكية ، تقوم ثكنات كبيرة ، وبقربها مستشفى عسكري ، وإلى أبعد ، دار الحاكم المحلي ـ المحافظ. ينتهي الشارع بساحة شاسعة تتوقف فيها القوافل وتقوم فيها أسواق الحبوب والحطب والماشية. وضاحية مناخية تتصل بالمدينة عبر بوابتين ، أهمهما البوابة السورية التي تؤدي إلى شارع ضيق لا يربو عرضه على ٤ ـ ٥ ساجينات ، ولكنه أكثر شوارع المدينة المنورة انتعاشا وحركة ؛ وهو يعبر المدينة كلها وينتهي عبد بوابة الحرم. وهناك شارع رئيسي آخر ، أوسع بقليل وتقوم فيه أفضل البيوت في المدينة المنورة ؛ وهو يتجه شمالا ، بموازاة الشارع الأول ، وينتهي إلى بوابة أخرى من