حالة البيوت
تتصف البيوت ببالغ النظافة والترتيب ، ولكن بيوت الخلاء كما في مكة ؛ وفي بعض البيوت تفوح رائحة كريهة في الطوابق السفلى ، وبخاصة إذا كان عدد السكان كبيرا. وتنظيف البالوعات يجري على الأغلب مرة واحدة في السنة. وبعض أصحاب البيوت لا يقومون بهذه العملية إلا مرة واحدة كل سنتين أو ثلاث. ومحتوى البالوعة ينقلونه إلى خارج المدينة.
حالة الشوارع
المدينة نفسها تقع ضمن سور وفي رقعة أضيق مما في مكة ؛ والشارع الأفضل الذي ينطلق من باب الشام وتشغله كليا الدكاكين من جانبيه لا يبلغ عرضه أكثر من ٤ ـ ٥ ساجينات. والأزقة خارقة الضيق ، وعرض بعضها أرشينان ونصف أرشين فقط. وهناك عمارات تطل على الشارع الكسب مكان ، تاركة في أسفل ممرا غير عال ، الأمر الذي يعيق كثيرا ، بالطبع ، حركة الهواء. وترتيب البيوت في ضاحية مناخة أرحب بكثير رغم انه لا وجود هنا للأحواش ورغم أن المباني تلتصق بعضها ببعض على الشارع وفي العمق. والشوارع تشكل مكانا لرمي الزبالة والنفايات من كل شاكلة ، ويجري تكنيسها مرة واحدة في اليوم.
ولكن الشارعين الرئيسيين في المدينة المنورة مرصوفان بالبلاطات الحجرية ؛ ورش الشوارع يقوم به في كل مكان تقريبا أصحاب البيوت أنفسهم.
أما السبب الرئيسي لكون شوارع المدينة المنورة أنظف ، هو أن المدينة ذاتها لا تجيز دخول الجمال وسائر الحيوانات ، فتتوقف القوافل العابرة خارج المدينة أو في ساحة بمناخة ؛ وجميع الحمير والأحصنة التي تخص السكان يزربونها هي أيضا في هذه الضاحية.