الآبار بقرب كبيرة خاصة وبمساعدة دواب الجر. فتحات الآبار واسعة جدّا ، قطر كل منها ساجين ونصف ساجين أو ساجينان ؛ من طرف ينتصب عمودان حجريان بينهما يضعون بكرات خشبية على درجتين. القربة المليئة بالماء يرفعونها بواسطة حبلين موصولين بطرفي القربة ، وممررين عبر البكرات الخشبية. حين ينبسط الطرف المفتوح من القربة على البكرة الدنيا ، يواصل الطرف المقابل الصعود ويجعل القربة في وضع عمودي ، فينسكب الماء كله منها. وعادة تعمل قربتان بصورة متوازية ، يرفعونهما بواسطة دابتين ، وعلى الأغلب بواسطة جمال فتية تدور إلى الوراء إلى الأمام في ساحة منحنية قرب البئر. بهذا الأسلوب يستخرجون بالمتوسط زهاء ليتر واحد في الثانية.
عدا أشجار النخيل يتعاطون في البساتين زراعة نوع صغير من أشجار الليمون الحامض ، والكروم والحنّاء والفلسنك وغير ذلك. والفسحات الحرة بين الأشجار يزرعونها بالفصفصة. ومن الخصراوات يزرعون ، فيما يزرعون ، البطاطا. وبعض من سكان المدينة المنورة ينقلون إلى البساتين لقضاء الصيف كله إذا توفرت لهم الأسباب لعدم التخوف من إعتداءات البدو. أما بالنسبة للآخرين ، فإن البساتين تشكل مكانا للنزهة ؛ فيأتون جماعات كبيرة ، ويختارون بستانا ما حرا ، علما بأن صاحبه لا يحول أبدا ، بحكم العادة ، دون دخول الغرباء إلى بستانه ، فيبقون لبضعة أيام ، مستفيدين كذلك من الثمار مجانا.
المدينة المنورة بوصفها منفى
المدينة المنورة ، مثلها جزئيّا مثل مكة والطائف ، تشكل في عهد السلطان العثماني الحالي منفى للأشخاص المستبعدين لأسباب سياسية ، وللنساء والخصيان المطرودين من الباب العالي. وبين الأشخاص من