المستجلب إلى هنا من ينبع النخلة الصفراء والحمراء وكذلك الصدف على أنواعها والسلاحف ، وغير ذلك من المواد المستخرجة من البحر.
وهناك ملاحة أكثر إنتعاشا على السنابك ـ وهي زوارق شراعية غير كبيرة بلا متون يصنعونها في جدّة ـ تجري في اتجاه هذه المدينة. وأثناء إقامتي في ينبع كان يأتي إليها ويغادرها كل يوم بضعة سنابك ناقلة الركاب وتلك البضائع التي تفرغها البواخر في جدّة لأنها لا تعرج على ينبع. تمضي السنابك بمحاذاة الساحل ؛ ونظرا لمخاطر الملاحة بسبب الشعب التحتمائية ، تتوقف ليلا ويستغرق الطريق بين المينائين المذكورين يومين أو ثلاثة أيام إذا جرت «الرياح بما تشتهي السفن». كذلك ينطلق سكان ينبع إلى مرافى البحر الأحمر الأخرى بما فيها السويس والحديدة ضمنا. ويوجد في ينبع مكلأ صغير ولكنه محمي جيدا من جميع الرياح ؛ والمكلأ عميق إلى حد أن السفن ترسو على بضعة ساجينات فقط من الشاطئ. ولكن الدخول إلى المكلأ الذي تتخلله الشعب والذي لا يمكك إنارة ، غير ممكن إلا نهارا.
الظروف الصحية في ينبع
الظروف الصحية في ينبع اسوأ مما في جميع النقاط الأخرى في الحجاز. ينقصها الضروري جدّا في المناخ الحار أي الماء الجيد. وهنا يستعملون ماء المطر ؛ ولأجل جمعه يبني السكان ضمن حدود المدينة اقبية غير كبيرة من الحجر سعة الواحد منها ٥ ـ ٨ ساجينات مكعبة ، مع مبنى في أعلى القبو بشكل عنبر. في أحد جدران العنبر ، يتركون قرب سطح الأرض فتحة ينسكب منها في القبو ماء المطر السائل في الشوارع. وللعنبر باب يغلقونه بالقف. ولأخذ الماء يدخلون إلى العنبر ويستقون الماء بالدلو. خارج سور المدينة ، على بعد نصف فرستا تقريبا ، تقع