يقف عليها ، أثناء الصلوات العامة ، مؤذنون من المذاهب السنية الأربعة ـ مذاهب الحنفيين ، والشافعيين ، والمالكيين ، والحنبليين.
من الجانب الشرقي من الحرم يمتد شارع المسعى ، وطوله نصف فرستا ، ويصل بطرفه الشمالي إلى جبل المروة وبطرفه الجنوبي إلى جبل الصفا ، وينتهي عن الجبلين ببضع درجات واسعة في أعلاها ساحة صغيرة. بين هذين الجبلين ، كما تقول الأسطورة ، فتشت هاجر ، وقد اضناها العطش ، عن الماء راكضة من جبل الصفا إلى جبل المروة ذهابا وإيابا. وعلى ذكرى هذا الحدث يقطع الحجاج هذه المسافة سبع مرات ؛ وهذا الفرض يسمى «السعي» والمكان الذي يؤدي فيه «المسعى». في المساء ينيرون الحرم وبعض أمكنة المسعى بعدد هائل من المصابيح ؛ وهذه عبارة عن أنصاف كرات زجاجية معلقة في سلسلة ؛ وفي قاعها يسكبون الزيت ويضعون عواما فيها فتيل.
وهكذا يشكل حرم مكة مكانا لأجل فريضة الحج ، ومسجدا جامعا يؤمونه لأجل الصلاة خمس مرات ؛ وهو ، فضلا عن ذلك ، قاعة شاسعة للمحاضرات لأجل جميع المدارس الدينية في مكة ، ومأوى شاسع لقضاء الليل ، يتوافد فيه مساء جميع الحجاج الذين لا مأوى لهم.
يعتبر وإلى الحجاز قيّما على الحرم. وهناك مجموعة كبيرة من الخصيان الذين يرتدون بدلات بيضاء خاصة ويقومون بدور الخدم.
شائر الحج الرئيسية ، ومنها الاحرام ، والطواف ، والسعي ، كانت قائمة ، كما هو معلوم ، عند العرب قبل محمد (صلىاللهعليهوسلم) أيضا. وقد أكد القرآن بعضا من عادات العبادة هذه. أما بعد محمد ، فقد تم على أساس القرآن كما على أساس أقوال النبي ومثاله الشخصي ، وضعت جملة من قواعد الحج التي يتقيد بها جميع الحجاج بكل دقة.