الاستعدادات للسفر
يتخذ مسلمونا القرار بالسفر إلى مكة المكرّمة بصورة مستقلة أو بناء على نصيحة المّلا (إمام المسجد) قبل موعد الحج بسنة كاملة ؛ ومذ ذاك تبدأ الاستعدادات تدريجيا : يستعلمون عن الأشخاص الآخرين الذين يعتزمون الحج ، يؤلفون فرقا من أقرب الأشخاص من حيث مكان الإقامة أو من الأقارب ، يدبرون الشؤون البيتية ، يصفّون جميع الحسابات النقدية ، يكتبون الوصايا ، وما إلى ذلك. وجميع الحجاج على العموم ، والذاهبون من روسيا على الخصوص يأخذون معهم كمية كبيرة من شتى الأشياء لأنهم يستفيدون من نقل قسم منها مجانا في البواخر وفي السكك الحديدية المصرية. أما الأشياء الضرورية لهذه السفرة فهي في المقام الأول السماور ، وآنية الشاي والمطبخ ، والشاي الروسي الذي يصعب الحصول عليه في الخارج ، ومختلف المأكولات بما فيها بضعة أكياس مليئة بأرغفة مجففة من خبز الجودار ، يقدرها حجاجنا في الحجاز خاص التقدير ، وعنب الثعلب الأسود المجفف ، والفالوذة ، وما شاكلها : ولكن قرغيزيينا يأخذون المؤن معهم أكثر من الجميع ، بما في ذلك لحم الخيل المملح ، وأصناف السجق المدهن ، وجبنة الغنم المملحة الجافة (الكروت) ، والخ ..
وأخيرا ينطلق الحجاج عند نهاية رمضان بالذات ، أي قبل موعد الحج بشهرين ، ويودعهم بمهابة واحتفال جميع أقاربهم ومعارفهم إلى نقطة التجمع المعينة سلفا ، وعادة إلى أقرب مدينة أو إلى محطة كبيرة للسكة الحديدية.
في السنوات غير الموفقة ، يعرف الراغبون في الحج ، وعادة قبل فترة وجيزة من السفر ، بأمر الحكومة بعد إعطاء جوازات سفر للحج ، ويقرأون الرسائل السيارة التي تصدرها جمعيات المسلمين الدينية بنصائح الامتناع هذه السنة عن السفر إلى الحجاز.