يستغرق تحرك حجاجنا بالمتوسط ٦ أشهر ـ في السنوات الأخيرة من شباط (فبراير) إلى آب (اغسطس) ؛ ولكن التحرك بدأ باكرا جدّا لسنة ١٨٩٩ ؛ ففي كانون الأول (ديسمبر) تقابلت في مصر مع بعض مجموعات من المسافرين إلى الحجاز ممن غادروا ربوعهم باكرا ، قبل أن يصعب الحصول على جوازات السفر.
من الصعب الإشارة إلى إجراءات فعالة يمكن بها ، عند الاقتضاء ، الحؤول دون سفر مسلمينا إلى الحجاز. لربما إعطاء جوازات السفر حسب مكان الإقامة فقط ، أو لربما المطالبة الزاما بأن يقدم الراغبون في السفر شهادات من سلطاتهم البوليسية حتما بعدم وجود موانع للسفر إلى الخارج ، من شأنهما أن يخفضا عدد الراغبين في الحج ؛ ولربما يتعين كذلك تحذير جميع المسافرين إلى تركيا من المصاعب التي تترصدهم عند العودة إلى روسيا.
الخروج من حدود روسيا
الأبواب التي يخرج منها حجاجنا هي أوديسا وسيباستوبول بالنسبة لروسيا الداخلية وسيبيريا ، وباطوم بالنسبة للمسافرين من آسيا الوسطى واقليم ما وراء قزوين ، وفي هذه السنة ، كان هناك ثلاثة من رعايا روسيا أخذوا جوازات سفر في فرصوفيا وسافروا إلى القسطنطينية بالسكة الحديدية عبر فيينا.
في جميع الموانئ الواقعة سواء ضمن حدود روسيا أم في تركيا ومصر ، والتي تجري عبرها حركة الحج الرئيسية ، يوجد عملاء يستقبلون الحجاج ويعمدون إلى إنزالهم عادة في بيوتهم ، ويستحصلون لهم على الوثائق الضرورية ، ويقودونهم لإجراء مختلف الشروات ، ويستغلون باوقح نحو الناس غير المطلعين.