يشتهر عرفات كنقطة حارة جدّا في الحجاز. والمراقبات التي قمت بها في ١٩ نيسان (ابريل) قرب هذا الجبل (وعلوه ١٠٥٠ قدما فوق سطح البحر) أعطيت النتائج التالية : الحرارة العليا في الخيمة ٣٤ درجة ريومور فوق الصفر ؛ في الوقت نفسه تحت الشمس ٤٦ درجة فوق الصفر ؛ الحرارة الدنيا ليلا ٢٦ درجة فوق الصفر.
المزدلفة
عند غروب الشمس ، يتحرك مخيم الحجاج الهائل كله دفعة واحدة صوب المزدلفة حيث يكون قد اقيم قبل ذلك بقليل صف طويل من الاكشاك لبيع الماء والمؤونة. وفي اليوم التالي (العاشر من ذي الحجة) ينطلق الحجاج في الصباح الباكر إلى منى.
منى
تقع منى في فج عميق وضيق جدّا ، قاعه رملي ، وعلى جانبيه كتل حجرية عارية رأسية تقريبا ؛ وهي عبارة عن صف ممتد في قاع الفج من بيوت مبنية حسب طراز بيوت مكة ، ومسكونة في أيام الحج الثلاثة فقط. ولهذا المقام شارع رئيسي واحد يتشعب في الطرف العريض (الشرقي) من الفج ، وبضعة أزقة قصيرة تمتد بالعرض. وفي وسط المقام ينتصب مبنى غير كبير من طابقين يقوم فيه «الحجر الصحي» أثناء إقامة الحجاج في منى ، وهو عبارة عن لوازم المستشفى الموقت والأطباء المرسلين في مأمورية إلى هنا في زمن الحج.
يأخذون الماء ، كما في عرفات والمزدلفة ، من منافذ الهواء لمجرور مكة الذي يملأون من مائه أيضا الأحواض الضرورية جدّا ، كما قالوا لي ، في زمن تجمع الحجاج الكبير. وفي كثير من الأماكن ، اقيمت مراحيض عامة هي عبارة عن صف من معالف واطئة ، مركبة من الحجر ،