المنورة لذلك الضيق في المساكن وفي المدينة كما في مكة ، وذلك لأن الحجاج يتوافدون إلى المدينة المنورة تدريجيا ويبقون عادة وقتا قصيرا جدّا ـ ٣ ـ ٥ أيام. وفي المدينة المنورة ، يوجد أيضا أدلة يقودون الحجاج حين يزور هؤلاء الحرم وضواحي المدينة ، كما أنهم يؤدون الصلاة بالنيابة عنهم.
الذهاب إلى ينبع
في السنة الجارية تأخر الذهاب من المدينة المنورة إلى ينبع بسبب الإضطرابات في قبيلة بني حرب ، وتأخر كثيرا جدّا ؛ ولم تنطلق القافلة الأولى إلا بعد مرور زهاء أربعة أسابيع على وصولها من مكة. ثم انتظروا زمنا طويلا الأنباء عن مصير هذه القافلة ، وسرت إشاعات مفادها أن البدو قد نهبوا القافلة كلها ، ونصحوا بالذهاب إلى جدّة ؛ ولكن بعد مرور زهاء أربعة أسابيع ، قرروا تسيير القافلة الثانية دون انتظار الأنباء من ينبع ، ومع أخذ الرهائن من المقوّمين. ومع هذه القافلة الثانية والأخيرة مضى جميع حجاجنا الباقين بمن فيهم أنا.
تم الانتقال إلى الجديدة بطلاقة لأننا سرنا في أرض مقوّمينا ؛ ولكن فيما بعد ، في المنطقة بني حرب ، سارت القافلة باحتراس بالغ ؛ بيد أننا وصلنا إلى ينبع بسلامة ودون تأخر ، إذا لم نأخذ بالحسبان ٥ ـ ٦ حالات من النهب والسلب ، وقطعنا هذا الطريق في سبعة أيام. عند الخروج من الجبال فقط ، وقع حادث اظهر كيف يتصرف في مثل هذه الأحوال البدو الذين يسوقون القافلة. كانت القافلة تسير في ثلاثة أقسام ـ في القسم الأمامي كان العرب الأفارقة (المغاربة) ؛ في الأوسط ، حجاج من شتى القوميات ، بمن فيها مسلمونا ؛ في القسم الخلفي ، الفرس. وفجأة سمعنا طلقات مترددة من جانب القسم الأمامي الذي لم يكن مرئيا فيما وراء الجبال. أخذ مقوّمنا سلاحه ، وركض إلى أمام القافلة ، وسرعان ما تجمع