الإقامة في ينبع
لقد سبق أن تحدثت عن الحالة الصحية الخارقة السوء في ينبع.
__________________
ـ الوكيل رئيس الفرع الديني بوزارة التعليم العام ، عريف أفندي.
أمضت القافلة يومين في دار شيخ الإسلام ؛ وفي أحاديث متواصلة ألقى كلمات النصح على المسافرين في سفرة بعيدة ، ثم اتجه إلى قصر يلدز أي إلى حيث كان يتجه ويتجمع غفير من الناس.
وتسنى للأجانب أن يروا مشهدا فريدا ، حيث تجمعوا في بتشيك داش الذي كان لا بد أن تمر فيه «القافلة المقدسة». في طليعة صف الجمال والبغال والحمير المزينة بتبرقش ، كان عريف أفندي راكبا على جمل أبيض ذي سنامين ، وكان يرتدي معطفا مطرزا بالذهب هو المعطف الرسمي للموظف التركي ، ماسكا في يديه الممدودتين إلى الأمام شهادة صلاحياته. وقد ركز كل انتباهه على هذه الورقة التي كان عريف أفندي ينظر إليها برقة وحنان كما إلى شيء مقدس ، وبالوداعة الملازمة للتعصب الإسلامي. إن مجموعة «الزيبقين» التي تسير في طليعة الموكب وفي مؤخرته تشكل الحرس الذي ينبفي أن يحرس القافلة من شيخ الإسلام إلى قصر السلطان يرقصون بلا انقطاع مسترعين الإنتباه العام بلباسهم الغريب. وبهذه الصورة تصل «القافلة المقدسة» إلى قصر يلدز حيث يستقبلها بمهابة واحتفال أصحاب المقامات الكبيرة الأتراك المتجمعون لهذا الغرض ويرحب بها السلطان نفسه الذي يظهر لهذا الغرض هذه المرة على الشرفة الكبيرة المطلة على حوش القصر.
بعد اداء الصلاة ما قبل السفر ، أمر عريف أفندي بتسرع بفتح الصناديق الحديدية وإرسال خمسة منها إلى مخدع السلطان. من الصعب أن نصف بأي ورع وضع أصحاب المقامات الكبيرة الأتراك حفنات من الذهب في الصناديق المفتوحة. وبالنظر إليهم ، لم يكن يجوز التنديد بالرعاع الجهال الذين باسوا آثار حوافر المواشي المنطلقة إلى مكة المكرّمة والمدينة المنورة.
وبعد فترة وجيزة أخذ الخصيان يتوافدون إلى عريف أفندي حاملين أكياسا حريرية تحتوي تبرعات سيدات حريم السلطان. ولك من هؤلاء الناسكات التعيسات أرسلت كيسا ، يحتوي ، عدا بضع قطع نقدية ذهبية ، عنوان المتبرعة التي كان يتعين على الوكيل أن يجلب لها من مكة الماء المقدس ، أو سلاكة خشبية ـ