الركاب الذين يدفعون ثمن التذاكر ، تركّب السلطات المحلية على متن كل باخرة ٢٠ ـ ٣٠ شخصا من الحجاج المعدمين.
المحجر الصحي في الطور
أهتم الحجاج كثيرا ، عندما كانوا في المدينة المنورة ، وعند ما وصلوا إلى ينبع ، بمسألة هامة جدّا بالنسبة لهم ـ هي مسألة فرض الحجر الصحي في الطور ؛ وفي هذا الصدد انتشرت في المدينة شتى الإشاعات. قال البعض أن الحجر الصحي سيدوم ١٠ أيام ، وقال آخرون انه سيدوم ٥ أيام فقط ؛ ولكن الأغلبية كانت على يقين بأن الحجر الصحي لن يفرض ولا يمكن فرضه ، لأن الحجاج ، كما كانوا يحاكمون ، لم يكونوا في جدّة حيث وقعت إصابات بمرض الطاعون ، بل نزلوا في الرأس الأسود ، وأنهم اقاموا بعد ذلك أكثر من شهر في مكة حيث لم يكن أي وباء ، وبقوا أسبوعين في الطريق بين مكة والمدينة المنورة ، واقاموا في المدينة المنورة أيضا مدة كبيرة على خير ما يرام ، ثم ساروا أسبوعا إلى ينبع حيث بقوا في انتظار الباخرة أسبوعا أيضا ؛ وطوال هذا الوقت كله لم تحدث أية حالة مشبوهة. فما الداعي الآن إلى الحجر الصحي؟ لقد تكونت عند الحجاج عن الحجر الصحي اسخف المفاهيم. يقولون بالاجماع : هدف الحجر الصحي ليس البتة المقتضيات الصحية بل رغبة الدول غير الإسلامية في تصعيب وصولهم إلى الحجاز واضعاف دينهم بذلك ؛ ولهذه الاهداف ابتدعوا الحجر الصحي حيث يميتون الحجاج التعساء بل وحاولوا أن يسمموهم. انزلوا ٢٠٠٠ شخص في الجزيرة (المقصود هنا ، أغلب الظن ، جزيرة كمران) فأخذ الطبيب الإنجليزي يعطيهم سما بذريعة انه دواء ، ولكن أحد الحجاج حزر ذلك فقتل الطبيب ؛ وآنذاك فقط ، وقد رأوا أن هذه المعاملة لا تخلو من الخطر ، أصعدوهم إلى متن الباخرة وواصلوا السفر. يقول كثيرون من الحجاج :