مكة مدينة المسلمين المقدسة
مقتطفات من ذكريات الحاج عيشايف
الفصل الأول
مدينة جدّة
في سنة ١٨٩٥ خدمت في مدينة جدّة الواقعة على ساحل البحر الأحمر ، في منطقة من الجزيرة العربية ، أسمها الحجاز. جدّة مدينة كبيرة نسبيّا ، والنقطة التجارية الرئيسية في الحجاز. في مكلّئها غالبا ما ترسو البواخر والسفن التي تقيم الإتصالات بين أوروبا وبين افريقيا الشرقية وايران الجنوبية والهند والشرق القصى. عبر جدّة تتحرك كذلك إلى مكة جماهير الحجاج المسلمين القادمين من مختلف البلدان على السفن والبواخر. وفي جدّة ينزلون ويسافرون برا إلى مكة التي يفصلها عن جدّة ما لا يزيد عن سبعين فرستا. ولحماية مصالح الحجاج توجد في جدّة قنصليات من الدول الأوروبية التي عندها رعايا مسلمون ؛ وفي عداد القنصليات القنصلية الروسية التي خدمت فيها [...].
على الصعيد الإداري والعسكري يدير جدّة معاون محافظ مكة ، القائمقام. وفي المدينة ترابط حامية تركية من ٥٠٠ فرد وتوجد بضعة مدافع. ولسكن الجنود توجد ثكنتان ، أحداهما تقع على ساحل البحر ، قرب المكان الذي ينزل فيه الحجاج منالبواخر ، الأخرى قرب قبر حواء.