جميعا مرتدين بدلات أوروبية صيفية خفيفة ؛ كان السيد براندت في سدارة روسية بيضاء ، والسيد نيكيتنيكوف في قبعة من القش ، وأنا في طربوش تركي. البدلة الأوروبية هنا ليست على العموم بالأمر النادر. ولا تبهر عيون السكان المحليين بالجدة والغرابة ، ولكن عمرة الرأس ، الطربوش ، هو العلامة المميزة المعترف بها عموما على التبعية التركية. صحيح أني كنت في عداد الأجانب ، ولكن كانوا يعرفونني هنا كمؤمن ، من أبناء الدين نفسه ؛ والأتراك لا يحترمون المسلمين الذين يرتدون على الرأس عمرة ما غير الطربوش. وحين كنت في القسطنطينية وكنت أذهب إلى القنصلية أو إلى السفارة لابسا القبعة ، رآني الأتراك الذين يتلاقون معي في الشارع واشاروا غير مرة إلى عدم لياقة عمرة رأسي ، الأمر الذي اضطررت إلى التقيد به مع ذلك نزولا على رغبة سفيرنا السيد نليدوف الذي نفر من الطربوش. وحين وصلت إلى الحجاز ، اضطررت تحاشيا لملامات الأتراك والعرب ، إلى لبس الطربوش ، رغم كل نفوري منه لأني كنت قد اعتدت على القبعة ، وهي عمرة رأس انسب وأسهل ، وبخاصة في الوقت الحار [...].
الفصل الثالث
محطة حدّة والوصول إلى مدينة مكة
في صباح الأول من أيار (مايو) وصلت قافلتنا نحو الساعة السابعة إلى محطة حدّة ، حيث توقفت للاستراحة ليوم بكامله.
هنا استقبلنا كبير الأدلة المكيين محمد علي سروجي مع تلامذته. وهنا الاحظ أن الأدلة هم قادة الحجاج أثناء قيامهم بالحج ، وعن الأدلة سأتحدث بمزيد من التفصيل فيما بعد. ـ جلب لنا محمد على من مكة الكثير من ماء نبع زمزم المقدس واعد غدا من بضعة مآكل واهدى الأولاد بيضات مصبوغة وشتى الحلويات. وقد تبين انه كان يعرف ، قبل