جانب الحذر والاحتراس ، لأن بمقدور الجوع أن يدفع الإنسان إلى اقتراف أي فعل وجرم [...].
الفصل الرابع
مدينة مكة
تقع مدينة مكة المكرّمة في واد ، وتحيط بها الجبال العالية من جميع الجهات. وهي مبنية على تربة رملية حجرية وتشغل مساحة قدرها ثلاثة فرستات مربعة تقريبا. بيوتها من طابقين إلى خمسة طوابق ، وجميعها تقريبا من أحجار جبلية بصورة قطع غير صحيحة الأضلاع ، غير منحوتة ، ومصفوفة ومرصوصة جدرانا بالاسمنت. السقوف وكذلك الأرضيات في الغرف هي أيضا من الأسمنت. والبيوت جميعها تقريبا مكيفة لأجل التأجير ، وحقيرة جدّا من حيث المنظر والترتيب ؛ والبيوت تسبه من حيث منظرها الخارجي ناهيك عن منظر الغرف الداخلي وعن أحوالها الصحية ، ضربا من قصور قديمة كبيرة متروكة بدو تصليح ، وبدون أية عناية على العموم. وواضح أن أصحابها ينظرون إليها كمصدر للدخل ؛ وبما أن تدفق الحجاج دوري ودائم ، وبما أن دخل أصحاب البيوت مضمون بالتالي ، فهي لا يهتمون لا بمنظر البيوت الخارجي ولا بالأسباب الداخلية للراحة والرفاه [...].
التجار في مكة هم على الأغلب من السوريين والفرس وسكان دمشق والمسلمين الهنود. والسوق يحفل بشتى بضاءع المصانع والمعامل الأوروبية ؛ وهناك أيضا كثرة من الآنية النحاسية الهندية الصنع. والخردوات هي على الأغلب من إنتاج المصانع الإنجليزية ، عنينا بها الخرز والاساور والخواتم والحلق والمطرازات والاشرطة والجوارب والقصب واللآلئ الاصطناعية والقناديل والسلطانيات والفناجين والكؤوس وغير ذلك من الآنية الزجاجية ، والآنية من البورسلين