يوميات الرحلة
إلى مكة المكرّمة
في ٢٦ شباط (فبراير) ، سافرت إلى استخاباد (١) بناء على برقية من المحافظ ؛ وبعد عودتي في ٢٨ شباط ، شرعت أهيئ الشؤون والكتب لأجل التسليم. وفي ٣ آذار (مارس) جاء الملازم الأول بوبلافسكي ليحل محلي ، ـ وهو رجل لا يفهم البتة اللغة المحلية ؛ وسيكون حاله صعبا وعلى الأخص في البداية. وفي ٥ آذار انهيت عملي ، وفي ٦ منه ودعت عائلتي وزملائي في الخدمة ورحت إلى قيزيل أرواط. وصلت قبل انطلاق القطار بنحو ساعتين. توقفت عند براور. نقلوا الامتعة إلى المحطة الحديدية على عربة يجرها يحمور. ركبت القطار وفي الطريق أخذت أحدق بكآبة في جبال كابت داغ حيث كنت أعرف كل مضيق وكل قمة ؛ وودعت بالفكر الآوولات (القرى) الواقعة بمحاذاة السكة. كنت أحب أبناء السهوب المتوحشين هؤلاء (٢) ، وهم أيضا كانوا دائما يعربون لي عن مودتهم. هل
__________________
(*) هكذا يسمون عشق آباد قبل ثورة أكتوبر ١٩١٧. المحرر.
(١) المادة المنشورة للمرة الأولى ترد في المجموعة رقم ٧٠ (الملف رقم ١ في أرشيف المستشرقين بفرع لينينغراد لمعهد الاستشراق لدى اكاديمية العلوم في الاتحاد السوفييتي ، «يوميات») أ. دولتشين ـ وهي عبارة عن دفترين (١٧٠* ٢١٠) لكل منها غلاف أسود من الجلد الاصطناعي. قسم من الصفحات في الدفترين مقصوص ـ