السميع البصير وإليه المصير.
وهذه نبذة من شعر الوالد الأعظم (١) تزهى زهوّ الدر المنظّم. قال دام مجده في الحماسة (٢) :
إلى كم تقاضاني الظّبا وهي ضاميه |
|
وتشكو العوالي جوعها وهي طاويه |
وتشجي الجياد الصّافنات صهيلها |
|
متيّم وقعات على الدّم طافيه |
فمن مبلغ عنّي نزارا ويعربا |
|
أولئك قوم أرتجيهم لما بيه |
حماة كماة قادة الخيل في الوغى |
|
ضراغم يوم الرّوع تلقاك ضاريه |
بها ليل في البأساء يوم تناضل |
|
إذا ما التقى الجيشان فالعار آبيه |
ثيابهم من نسج داود سبّغا |
|
وأوجههم تحكي بدورا بداجيه (٣) |
سموا لدراك المجد والثأر والعلى |
|
وروّوا قناهم من دما كلّ طاغيه |
وساروا على متن الخيول وسوّروا |
|
بذي شطب عضب وسمراء عاليه |
علاء لهم لم يبرحوا في حفاظه |
|
مدى الدّهر والأزمان عنه محاميه |
فهم سادة الأقوام شرقا ومغربا |
|
وبرّا وبحرا والقروم المباهيه |
فلا غرو إن كان النبيّ محمّد |
|
إليهم لينمى في جراثيم ساميه |
به كسروا كسرى وفلّوا جموعه |
|
لكثرتها في العدّ لم تدر ما هيه |
ونافوا على الأطواد عزّا ورفعة |
|
وزادوا على الآساد بأسا وداهيه |
بلاغا صريحا واضحا كاشفا له |
|
قناع المحيّا فليلبّين داعيه |
وإيّاهم والرّيث عن نصر خدنهم |
|
ولا يأمنوا الدنيا فليست بصافيه (٤) |
__________________
(١) هو الأمير أحمد نظام الدين بن الأمير محمد معصوم. انتهت إليه الرئاسة في حيدر أباد. توفي سنة ١٠٨٦ ه (سلافة العصر / ١٠ ونفحة الريحانة ٤ / ١٧٨).
(٢) القصيدة في سلافة العصر / ١٨ ونفحة الريحانة ٤ / ١٨٥ مع وجود اختلاف في رواية بعض أبياتها.
(٣) في ك (مسبغ) و (بدور الدياجيه).
(٤) في ك (يأمن) وفي أ(تأمن) مكان (يأمنوا).