وكلّ امرئ رام الغنى دون بابه |
|
فقد حجبت عنه المنى والمنائح |
أقائسه بالبحر لا ينبغي له |
|
وهل يستوي عذب فرات ومالح |
وتزعم أنّ الغيث مثل يمينه |
|
وهيهات رشّاح القطار وطافح |
هو البدر بدر التمّ لولا محاقه |
|
هو الشمس لا بل منه فيها ملامح |
إلى مثله عمدا وفي ظلّ مثله |
|
تحثّ المهارى أو تراح الرّوازح |
هو ابن رسول الله وابن وصيّه |
|
فماذا عسى أن يبلغ القول مادح |
فيا مستفيد المال كيما يفيده |
|
إذا غلّ في الأزم الأكفّ الشّحائح (١) |
سأكسوك من مكنون نظمي [وشائعا] |
|
تناط بجيد الدّهر منها وشائح (٢) |
تدوم دوام الفرقدين على المدى |
|
إذا لحقت بالمادحين المدائح |
وقال يمدحه أيضا (٣) :
لك الخير لا زيد يدوم ولا عمرو |
|
ولا ماء يبقى في الدّنان ولا خمر |
فبادر إلى اللّذات غير مراقب |
|
فما لك إن قصّرت عن نيلها عذر |
فإن قيل في الشّيب الوقار لأهله |
|
فذاك كلام عنه في مسمعي وقر |
وقالوا نذير الشّيب جاء كما ترى |
|
فقلت لهم هيهات أن تغني النّذر |
لئن كان رأسي غيّر الشّيب لونه |
|
فرقّة طبعي لا يغيّرها الدّهر |
يقولون دع عنك الغواني فإنّما |
|
قصاراك لحظ العين والنّظر الشّزر |
وهل فيك للغيد الحسان بقيّة |
|
وقد ظهر المكنون وارتفع السّتر |
وما للغواني وابن سبعين حجّة |
|
وحلم الهوى جهل ومعروفه نكر |
_________________
(١) الأزم (بسكون الزاي) جمع الأزمة : الشدة والقحط.
(٢) في الأصلين (مثانحا) مكان (وشائعا) والمثبت من سلافة العصر ، ولعله (وشائحا) ، الوشائح جمع الوشاح ، وهو شبه قلادة تنسج من أديم عريض يرصع بالجواهر.
(٣) القصيدة من سلافة العصر / ٣٥١ وخلاصة الاثر ٢ / ٩٣ ونفحة الريحانة ٢ / ٣٨٦ وفي بعض أبياتها اختلاف في الرواية مع تفاوت في عدد أبياتها.