[لعا] لعثاري كيف لا أبلغ المنى |
|
وأدرك شأوا نيله لا يؤمّل (١) |
وقد أدركتني من أبي الجود نظرة |
|
فأشرق نجمي بعد ما كان يأفل |
وللمجد فضل حيث كان وإنّه |
|
إذا كان في زاكي الأرومة أفضل |
كذا لدرّ يزهو حيث نيطت عقوده |
|
ولكنّه فوق التّرائب أجمل |
ومنهم الأديب الضارب بسهم لا يدرك له ضريب. حامل رايات النباهة ، حافظ آيات الروية والبداهة ، شيخ الأدب وفتاها ، ومصطافها ومشتاها عفيف الدين عبد الله بن الحسين (٢) لا زال موفّى الشأن من الشين. هو وإن كان ثقفي الأصل إلا أنّه مثقف قناة النصل ، له في الأدب مكانة يعرفها من شاهد مكانه. ما سما إلى صهوة منه إلّا امتطاها ، ولا شدّ كتيبة ذهنه عليها إلّا سباها. ينظم الدراري أسلاكا ، ويجعل (٣) خاطره لها أفلاكا. لا يتكلّف نحو وعروض ، بل بسليقة أبانت له السنن والفروض. فمن ثمّ أخذ بمجامع القلوب وفق ما قيل (٤) :
حسن الحضارة مجلوب بتطرية |
|
وفي البداوة حسن غير مجلوب (٥) |
وكم أنشد لسان حاله المطرب :
ولست بنحويّ يلوك لسانه |
|
ولكن سليقيّ يقول فيعرب |
وقد أثبت له ما تغتبقه راحا ، وتملأ بمواهبه راحا. فمن ذلك قوله يخاطب الوالد :
أبا هاشم سدت الأنام بباذخ |
|
من المجد مبنيّ على الحزم والوفا |
__________________
(١) لعا لفلان : دعاء له معناه : سلمت ونجوت. في الأصلين (أما العثاري) والتصويب من سلافة العصر.
(٢) عفيف الدين : ترجم له المؤلف في سلافة العصر / ٢٣٧ والمحبي في نفحة الريحانة ٤ / ١٤١ ولم أقف على تاريخ وفاته.
(٣) إلى هنا انتهى ما سقط من (ع).
(٤) يأتي في ك بعد هذه الكلمة (والذي هو مثل مضروب).
(٥) البيت من قصيدة للمتنبي مطلعها (من الجآذر في زي الأعاريب).