أن ثابتا قد توفي سنة ٣٦٥ ه / ٩٧٥ م ، وكان ثابت بن سنان كمعظم بقية آله متميزا الى جانب كونه طبيبا باهتمامه بالتاريخ وتدوينه ، وقد كتب عددا من التواريخ أشهرها واحد ذيل به ـ مع شيء من التداخل ـ على تاريخ الطبري ، وله أيضا كتاب «مفرد في أخبار الشام ومصر في مجلد واحد».
وبعد وفاة ثابت جاء هلال بن المحسّن بن ابراهيم الصابىء ، وهو قريبه حيث أن جده ابراهيم هو ابن أخت ثابت ، لذلك ذكرت بعض المصادر تجاوزا بأن ثابت هو خال هلال بن المحسن ، وكان هلال في بداية حياته على عقيدة أهل الصابئة ثم دخل الاسلام ، وقد ولي ديوان الانشاء في بغداد ، وعاش فترة تاريخية هامة جدا ، عاصر أحداثها وعرف أخبارها عن كثب وبشكل وثائقي ، فقام بتدوينها في عدد من الكتب مفردة مثل كتابه في تاريخ الوزراء ، أو جاءت كذيل لكتب ثابت بن سنان ، ففي مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي نقرأ : «وكان هلال من كبار العلماء الأدباء ، وله التاريخ الذي ذيله على تاريخ ثابت بن سنان ، وبدأ به من سنة احدى وستين وثلاثمائة الى سنة سبع وأربعين وأربعمائة» ، وأكد هذا القفطي في تاريخ الحكماء حيث قال : «ثم كتاب هلال ابن المحسّن بن ابراهيم الصابىء ، فإنه داخل كتاب خاله ثابت وتمم عليه الى سنة سبع وأربعين وأربعمائة ، ولم يتعرض أحد في مدته الى ما تعرض له من أحكام الأمور ، والاطلاع على أسرار الدول ، وذلك أنه أخذ ذلك عن جده لأنه كان كاتب الانشاء ويعلم الوقائع ، وتولى هو الانشاء أيضا ، فاستعان بعلم الأخبار الواردة على ما جمعه ، ثم يتلوه كتاب ولده غرس النعمة محمد ابن هلال ، وهو كتاب حسن الى بعد سنة سبعين وأربعمائة».
في الحقيقة إن ثابت بن سنان أنهى كتابه بحوادث سنة ٣٦٥ ه ، وأن هلال ابن المحسّن ابتدأ كتابه الذي ذيل به على تاريخ ثابت بحوادث سنة ٣٦٠ وأنهاه بأخبار سنة ٤٤٧ ه ، فقد كتب ابنه غرس النعمة محمد بن هلال في مقدمة