يفوق بحسن اللفظ كل فصاحة |
|
وخط بديع في الطروس منير |
وقد كنت ذا شوق إليه إذا نأى |
|
فقد صرت ذا حزن بغير سرور |
سأشكو زمانا روعتني صروفه |
|
بفقدي من أهوى بغير مجير |
وما نافعي شكوى الزمان وقد غدا |
|
على كل ملك في الزمان خطير |
واجناده بالمرهفات تحوطه |
|
وكل شجاع فاتك ونصير (١٨٨ و) |
سقى الله قبرا ضمه بمجلجل |
|
بكل أصيل حادث وبكور |
ليصبح كالروض الأنيق إذا بدا |
|
بزهر يروق الناظرين نضير |
برحمة من يرجى لرحمة مثله |
|
وغفران رب للعباد غفور |
وفي يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان من السنة ، وافت في دمشق زلزلة روعت الناس وأزعجتهم لما قد وقع في نفوسهم ، مما قد جرى على بلاد الشام من تتابع الزلازل فيها ، وهدم ما هدمت منها ، ووافت الأخبار من ناحية حلب بأن هذه الزلزلة المذكورة جاءت في حلب هائلة قلقلت من دورها وجدرانها العدد الكثير ، وأجفل منها أهلها الى ظاهرها خوفا على نفوسهم ، وأنها كانت بحماة أعظم ما كانت في غيرها ، وأنها هدمت ما كان عمّر فيها من بيوت يلتجأ إليها ، وأنها دامت فيها أياما كثيرة في كل يوم عدة وافرة من الرجفات الهائلة ، وتتبعها صيحات مختلفات توفي على أصوات الرعود القاصفة المزعجة ، فسبحان من له الحكم والأمر ، ومنه تؤمل الرحمة واللطف ، وهو على كل شيء قدير ، وتلا بعد ذلك رجفات متوالية ، أخف من غيرهن ، فلما كان في ليلة السبت العاشر من شوال وافت زلزلة هائلة بعد صلاة العشاء الآخرة أزعجت وأقلقت ، وتلاها في إثرها هزة خفيفة ، ثم سكنهما محركهما بقدرته ورأفته بأهل دمشق ورحمته فله الحمد والشكر رب العالمين.
وفي يوم الثلاثاء الرابع عشر من شوال من السنة ورد الخبر من ناحية بصرى ، باستشهاد واليها فخر الدين سرخاك غيلة في مقره من حصنها ، بتدبير