لأطهر سلالة وأشرفها ، صلىاللهعليهوسلم ، ونفعنا ببركة مشاهدة مولده الكريم. وبازائه محراب حفيل القرنصة ، مرسومة طرته بالذهب. وقد تقدم الوصف لهذا كله.
وهذا الموضع المبارك هو شرقي الكعبة متصل بصفح الجبل. ويشرف عليه بمقربة منه جبل أبي قبيس ، وعلى مقربة منه أيضا مسجد ، عليه مكتوب : «هذا المسجد هو مولد علي بن أبي طالب ، رضوان الله عليه ؛ وفيه تربى رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، وكان دارا لأبي طالب عمّ النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، وكافله».
دار خديجة ، رضوان الله عليها
ودخلت أيضا في اليوم المذكور دار خديجة الكبرى ، رضوان الله عليها ، وفيها قبة الوحي ، وفيها أيضا مولد فاطمة ، رضياللهعنها. وهو بيت صغير مائل للطول. والمولد شبه صهريج صغير وفي وسطه حجر أسود. وفي البيت المذكور مولد الحسن والحسين ابنيها ، رضياللهعنهما ، ومسقط شلو الحسن ولاصق بمسقط شلو الحسين وعليهما حجران مائلان الى السواد كأنهما علامتان للمولدين المباركين الكريمين. ومسحنا الخدود في هذه المساقط المكرمة المخصوصة بمس بشرات المواليد الكرام ، رضوان الله عليهم.
وفي الدار المكرمة أيضا مختبأ النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، شبيه القبة ، وفيه مقعد في الأرض عميق شبيه الحفرة داخل في الجدار قليلا وقد خرج عليه من الجدار حجر مبسوط كأنه يظل المقعد المذكور ، قيل : إنه كان الحجر الذي كان غطّى النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، عند اختبائه في الموضع المذكور ، صلوات الله عليه وعلى أهل بيته الطاهرين. وعلى كل واحد من هذه الموالد المذكورة قبة