فوجدنا الأمر صحيحا حسبما تضمّنه رسم السارية.
وتحت ذلك النقش في أسفل السارية منقوش أيضا : «امر عبد الله محمد المهدي أمير المؤمنين ، أصلحه الله ، بتوسعة الباب الاوسط ، الذي بين هاتين الأسطوانتين ، وهو طريق رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، الى الصفا».
وفي أعلى السارية التي تليها منقوش أيضا : «أمر عبد الله المهدي محمد أمير المؤمنين ، أصلحه الله ، بصرف الوادي الى مجراه على عهد أبيه ابراهيم ، صلىاللهعليهوسلم ، وتوسعته بالرحاب التي حول المسجد الحرام الحاجّ بيت الله وعمّاره». وتحتها أيضا منقوش ما تحت الأول من ذكر توسعة الباب الأوسط. والوادي المذكور هو الوادي المنسوب لإبراهيم ، صلىاللهعليهوسلم ، ومجرا على باب الصفا المذكور ، وكان السيل قد خالف مجراه فكان يأتي على المسيل بين الصفا والمروة ويدخل الحرم ، فكان مدة مدّه بالامطار يطاف حول الكعبة سبحا ، فأمر المهدي ، رحمهالله ، برفع موضع في أعلى البلد يسمّى رأس الرّدم ، فمتى جاء السيل عرّج عن ذلك الردم الى مجراه واستمر على باب ابراهيم الى الموضع الذي يسمّى المسفلة ويخرج عن البلد ولا يجري الماء فيه الّا عند نزول ديم المطر الكثير. وهو الوادي الذي عنى ، صلىاللهعليهوسلم ، بقوله حيث حكى الله تبارك وتعالى عنه : (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) ، فسبحان من أبقى له الآيات البيّنات.
ذكر مكة المكرمة واثارها
هي بلدة قد وضعها الله عزوجل بين جبال محدقة بها ، وهي بطن واد مقدس ، كبيرة مستطيلة ، تسع من الخلائق ما لا يحصيه إلا الله عزوجل.
ولها ثلاثة أبواب : أولها باب المعلى ، ومنه يخرج إلى الجبانة المباركة ، وهي بالموضع الذي يعرف بالحجون. وعن يسار المار إليها جبل في أعلاه ثنية