وآخر هذه الجزائر سرنديب (١) في بحر هركند ، وهى رأس هذه الجزائر كلها ، وهم يدعونها الدبيجات (٢) وبسرنديب (٣) منها مغاص اللؤلؤ بحرها كله حولها.
وفي أرضها جبل يدعى الرهون (٤) وعليه هبط آدم عليهالسلام ، وقدمه في صفا (٥) رأس هذا الجبل منغمسة في الحجر : في رأس هذا الجبل قدم واحدة.
ويقال انه عليهالسلام خطا خطوة أخرى في البحر ، ويقال : إن هذه القدم التى على رأس الجبل نحو من سبعين ذراعا وحول هذا الجبل معدن جوهر الياقوت الأحمر والأصفر والاسمانجوني (٦).
وفي هذه الجزيرة ملكان ، وهى جزيرة عظيمة عريضة فيها العود ، والذهب ، والجوهر ، وفي بحرها اللؤلؤ ، والشنك وهو هنا
__________________
(١) سرنديب : بفتح أوله وثانيه ، وسكون النّون ، ولفظة (ديب) بلغة الهنود هي الجزيرة و (سرن) قال ياقوت : لا أدري ما هو وهي جزيرة عظيمة في بحر (هركند) بأقصى بلاد الهند طولها ثمانون فرسخا (ياقوت ٣ : ٨٣ ط أوربا) ، وانظر (الجماهر في الجواهر) : ٤٢ و (آثار البلاد) للقزويني : ٤٢
(٢) سوفاجه : ٢٠٣ : «الديبيجات» ، وفي نخبة الدهر : ١٦٣ «الديجات : جزائر صغار وكبار متقاربات. وعدّها من جزائر بحر اليمن ، وفي (عجائب المخلوقات) : الدنيجات
(٣) (ط) سوفاجه : «وبجانب منها»
(٤) الرهون : سبق وفي (نخبة الدهر) ٦٤ : (الراهون) بزيادة ألف بعد الراء جبل من جزيرة (سرنديب) يوجد به معدن الياقوت ، وفي ياقوت : ٣ : ٨٣ الرهون جبل بسرنديب وهو الذي هبط عليه آدم عليهالسلام
(٥) الصفأ والصفاة : الحجر الأملس الصلد الضخم
(٦) الأسمانجوني : قال القزويني في (عجائب المخلوقات) : ٢٥٢ «حجر له خواص منها انه اذا استصحبه الرجل يبقى فرحا غير حزين ، واذا طرح في بئر أو نهر قل ماؤه وربما انقطع