عامر بن مالك في فخذه [طعنة](١) فعذّر أن يشويه.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر (٢) ، حدّثني محمّد بن عبد الله ، وعبد الرّحمن بن عبد العزيز ، ومعمر بن راشد ، وأفلح بن سعيد ، وابن أبي سبرة ، وأبو معشر ، وعبد الله بن جعفر ، فكلّ قد حدّثني بطائفة من هذا الحديث ، وبعض القوم كان أوعى له من بعض ، وغير هؤلاء المسمّين (٣) ، وقد جمعت كلّ الذي حدثوني قالوا :
قدم عامر بن مالك بن جعفر أبو البراء ملاعب الأسنّة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأهدى لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فرسين وراحلتين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا أقبل هدية مشرك» ، فعرض عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم الإسلام فلم يسلم ، ولم يبعد وقال : يا محمّد ، إنّي أرى أمرك هذا أمرا حسنا شريفا ، وقوي خلفي ، فلو أنك بعثت نفرا من أصحابك معي لرجوت أن يجيبوا دعوتك ويتبعوا أمرك ، فإن هم اتّبعوك فما أعزّ أمرك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّي أخاف عليهم أهل نجد» ، فقال عامر : لا تخف عليهم أنا لهم جار أن يعرض لهم أحد من أهل نجد ، وكان من الأنصار سبعون رجلا شببة يسمّون القراء ، كانوا إذا أمسوا أتوا ناحية من المدينة فتدار سوا وصلّوا ، حتى إذا كان وجاه الصبح استعذبوا من الماء ، وحطبوا من الحطب ، فجاءوا به إلى حجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكان أهلوهم يظنون أنهم في المسجد ، وكان أهل المسجد يظنون أنهم في أهليهم ، فبعثهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فخرجوا ، فأصيبوا في بئر معونة ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم على قتلتهم خمس عشرة ليلة.
وقال أبو سعيد الخدري : كانوا سبعين ، ويقال إنهم كانوا أربعين ، ورأيت الثبت على أنهم أربعون ، وكتب رسول الله صلىاللهعليهوسلم معهم كتابا ، وأمّر على أصحابه المنذر بن عمرو السّاعدي ، فخرجوا حتى إذا كانوا على بئر معونة ، وهو ماء من مياه بني سليم وهي بين أرض بني عامر وبني سليم كلا البلدين يعدّ منه.
__________________
(١) الزيادة عن المطبوعة.
(٢) الخبر في مغازي الواقدي ١ / ٣٤٦ وما بعدها.
(٣) اللفظة سقطت من م.