معرة النعمان. تولى دمشق (١١٣٧) إسماعيل باشا العظم وكان من قبل واليا على طرابلس وهو أول من تولى إيالة دمشق من بني العظم ، وقال بعض المؤرخين : إن ناصيف باشا كان واليا على دمشق وقتل في الرملة سنة (١١٣٠) وعلى هذا فيكون هو أول من تولى دمشق من هذه الأسرة. ذكر ابن ميرو أن والد إسماعيل بن إبراهيم العظم كان جنديا سكن معرة النعمان وكان لأهلهما مع التركمان التي ترد إلى جبلها شتاء وقائع جرح في بعضها والد المترجم فتوفي وأعقب المترجم إسماعيل وسليمان وموسى ومحمدا وكلهم أعقب خلا محمدا وكانت ولادة إسماعيل قبل السبعين وألف بالمعرة وبها نشأ ، وتقلبت به الأحوال إلى أن صار حاكما ببلده ثم بحماه ، وأنعمت عليه الدولة بطوخين رتبة روملي ومالكانة حماة وحمص والمعرة وعلى أخيه سليمان ، ومنصب طرابلس عليه وسر عسكر الجردة فبعد عوده من الجردة سنة (١١٣٨) تولى الشام وإمرة الحاج بالوزارة وحج ست سنين وحارب في السنة السادسة عرب حرب بين الحرمين وامتحن سنة (١١٤٣) وحبس بقلعة دمشق واستأصلوا أمواله مع أموال ذويه ثم أفرج عنه وأعقب السيد إبراهيم وأسعد وسعد الدين ومصطفى ومعظمهم تولوا الوزارة.
وفي سنة (١١٤٣) توفي الأمير حيدر الشهابي حاكم لبنان بعد أن حكم ستا وعشرين سنة على رواية المؤرخ الشهابي بالعدل والحلم والكرم وحسن التدبير وخلفه ابنه الأمير ملحم ، والأمير حيدر هو الذي أحيا ذكر القيسية وألقى ابنه الفتنة بين المشايخ فاختلفوا ، وكانت الدولة لا تقدر عليه على بغض أسعد باشا العظم والي صيدا له وسعيه به.
عهد محمود الأول :
تنازل أحمد الثالث عن ملكه باختياره (١١٤٣) بعد أن حكم ثماني وعشرين سنة وتسلطن محمود الأول وهو الرابع والعشرون من آل عثمان والتاسع عشر منهم في القسطنطينية ، وكان السلطان أحمد الثالث غريبا في أطواره يحب الطيور والأزهار ، ويقضي أوقاته في تسلية سراريه بالأفراح