الخيل والحمير والكلاب ، وهناك اضطر الجزار إلى التسليم وطلب الأمان عن يد ظاهر العمر وتسلم الأمير يوسف بيروت وغرم المسلمين ثلاثمائة ألف قرش وسلمها للسفن المسكوبية. قال أحد المؤرخين : ضرب الروس بيروت ونهبوها في القرن الثامن عشر وكانت فيها بيوت أمراء الجبل ومشايخه ، وكانوا بنوا فيها خانات وقيساريات وكان الفرنسيون يدعونها «باريز الموارنة الصغرى» وكثير من الموارنة كانوا قناصل لفرنسا.
ووقعت في هذه السنة بين الشهابيين والحماديين في العاقورة والقلمون واقعة. وفي سنة ١١٨٦ أخذ سيد أحمد من والي دمشق حكم البقاع فتوجه إلى قب الياس وبنى ما كان هدم فيها من الزلازل وحصنها بالمدافع والرجال. وفي هذه السنة أحرق يوسف الشهابي بعض قرى الضنية لما بلغه من خيانة المشايخ بني رعد حكام الضنية مع المشايخ بني حمادة. وفي سنة ١١٨٧ حمل عثمان باشا والي دمشق في خمسة عشر ألف جندي على الأمير يوسف الشهابي حاكم لبنان في جهات البقاع. وجرت عدة وقائع بين العسكرين وانهزم والي دمشق في الليل تاركا المدافع والذخائر ثم انفصل الفريقان على غير نتيجة.
عهد عبد الحميد الأول وتتمة أخبار أبي الذهب :
هلك أحمد الثالث (١١٨٧) وخلفه ابنه عبد الحميد الأول وفي أيامه استولى العجم على العراق ولم يبلغه الخبر إلا بعد خمس سنين ، وهو السابع والعشرون من آل عثمان ، مضت مدة على رحيل أبي الذهب من الشام وبقي ظاهر العمر بعد اعتصامه بروسيا وكسرته والي دمشق غير مرة واتهام أبي الذهب بالخيانة أمام والي مصر ممتعا بولايته حتى سنة (١١٨٩) ، وفيها سافر أبو الذهب إلى الديار الشامية ـ رواية الجبرتي ـ لمحاربة ظاهر العمر واستخلاص ما بيده من الأقاليم ، وكانت الدولة أذنت له بالمسير إلى ظاهر العمر وخراب أرضه ، فوصل إلى أرجاء غزة وارتجت الديار لوروده ، ولم يقف أحد في وجهه وتحصن أهل يافا بها وكذلك ظاهر العمر تحصن في عكا ، فلما وصل إلى يافا (١١٨٨) حاصرها وضيق على أهلها وامتنعوا هم أيضا عليه وحاربوه من داخل وحاربهم من خارج ، وألقى عليهم المدافع والمكاحل والقنابر عدة أيام وليال ،