والرخام الأصفر في جبل الجرمق من عمل صفد وعلى ساعتين من مادبا جبلان أصفر وأحمر والحجارة الكلسية على كثرة في جميع الأرجاء ، وأهم أنواع الحجارة الكلسية الرملية الحوارى والرخام السماقي والجنس المدعو «شحم بلحم» وأجمل المقالع ما كان في جوار حلب وفي جبل باريشا من عمل حارم وهو رخام أصفر ومن أجملها الحجر المزي وهو يضرب إلى الصفرة يستخرج من مقلع المزة قرب دمشق والحجر المعرباني وهو أحمر يستخرج من مقلع معربا في قلمون كما يستخرج من مقالع تلفتا حجر هش وهو شديد البياض يعتمدون عليه اليوم في البناء بدمشق لسهولة نحته وتكثر مقالع الحجر الرملي في منحدرات لبنان السفلي وعلى الشواطئ البحرية ولونه أصفر. وجميع البنيان من صور إلى طرابلس مبنية بحجره وهو سريع التفتت سهل النحت لدى خروجه من المقلع ويتصلب في الهواء ويصلح للملاط أكثر من الحجارة الكلسية الجميلة. والحجارة الكلسية ذات تقاطيع زجاجية في المواضع المنحوتة حديثا ولونها أبيض كامد تتحول بمرور الزمان بفعل أشعة الشمس إلى شيء من الصفرة الذهبية ولذلك كانت أبنية حلب وبيروت بهذا الحجر الجميل من أجمل أبنية الشام ، واشتهرت الداروم في القديم برخامها قال الرحالة ناصر خسرو : «والرخام كثير جدا في الرملة وجدران معظم الأبنية والدور مغشاة بصفائح من الرخام مرصعة بإتقان ومغشاة بنقوش ورسوم ويقطع الرخام بمنشار لا أسنان له وبرمل تلك الديار ، وبالمنشار تقطع قطع من الرخام بقدر طول السواري والعمد كما تقطع الدفوف من شجره. ولقد رأيت في الرملة رخاما من كل جنس ومنه المجزع (المبقع) والأخضر والأحمر والأسود والأبيض وبالجملة من مختلف الألوان ا ه».
هذا أهم ما في بطن الشام من المعادن ومهما كانت حالها فهي وافية نجاجة أهلها ولكنها لا تمون أمما غيرنا كالمعادن المشهورة في العالم بذهبها وفحمها وغير ذلك ، ومعادننا تجزئنا إذا استثمرناها بعض الشيء.
الحمّات الشامية :
الحمة (بفتح الحاء وتشديد الميم) العين الحارة يستشفي بها الأعلاء والمرضى ،