شجر المشمش ، ومنه يصنع قمر الدين المشهور. وهو يولد من بزوره ولا يطعم فهو إذن أقرب الأصناف إلى المشمش البري. وثمرة المشمس اللوزي في الساحل شبيهة بثمرة الحموي بدمشق ولعلهما صنف واحد.
دمشق مركز تجارة المشمش وما يصنع منه ، ومنها يصدر قمر الدين والنقوع وبزر المشمش إلى مصر والأناضول وإلى أميركا الشمالية ويقدر اليوم متوسط حاصلات المشمش في الغوطة والمرج بنحو اثني عشر مليونا من الكيلو غرامات سنويا منها نحو ٨٠ في المئة من المشمش الكلابي الذي يصنع منه قمر الدين ، ويظهر أن مستغلاته قبل الحرب الكبرى كانت أعظم منها اليوم.
الفستق : إن غابات البطم في البلعاس وبقية أشجار الفستق الهرمة في قرية عين التينة تحمل على دعوى أن الشام من البلاد التي تعد بلاد الفستق الأصلية. وتكاد زراعة الفستق لا تتجاوز اليوم حلب حيث تأتي أجود ثماره وألذّها وأغلاها ومن أصنافه في تلك المدينة الأبيض المراوحي والعاشوري والعليمي والباتوري وناب الجمل والعينتابي ، ويقدر ما ينتج من ثماره حوالى حلب بنيف ومائة ألف كيلو في السنة.
الحيوانات الدواجن في الشام :
الخيل ـ الخيل في الشام ثلاثة أصناف العراب أو الأصيلة ، والبراذين أو ما تعرف اليوم بالكدش ، والمولدة وهي التي تولد من أم عربية وأب أعجمي أو على العكس. ففي الحالة الأولى يسمى المولّد هجينا ، وفي الثانية مقرفا.
تجلب الكدش من الأناضول خاصة وهي بشعة المنظر إذا قيست بالخيل العراب ، لا تركب بل تصلح لحمل الأثقال أو جرها أو درس الحصائد وعددها عظيم يبلغ نحو سبعين في المئة من مجموع خيل الشام. أما الخيل المولّدة فأجمل من البراذين وأقوى وهي تركب أكثر ما تستعمل في جر المركبات في المدن ونسبتها للمجموع نحو ٢٠ في المئة.
وأجمل الخيل في العالم هي العراب وتحليتها علميا كما يلي : مستقيمة الرأس متوسطة الجثة طول أعضائها متوسط لها رأس مربع وجبهة مسطحة ومقدم مستقيم ووجه متوسط الطول ، وفكان متباعدتان ومنخران جامدان ومرنان معا ، وأذنان