قاضي دمشق (٩٣) ، وأبو مسلم الخولاني شيخ الفيحاء وزاهدها من سادات التابعين ، وروح بن زنباع يكنى بأبي زرعة ، ويقال بأبي رنباع الجذامي الفلسطيني كان له اختصاص بعبد الملك بن مروان ، ورجاء بن أبي سلمة الفلسطيني المحدث. ومالك بن دينار أحد الأعلام أقام في القدس (٢٣) وجبير بن نفير الحضرمي عالم أهل الشام (٧٩) وغيلان بن مروان الدمشقي من كبار المعتزلة وكان الحسن يقول إذا رأى غيلان في الموسم «أترون هذا هو حجة الله على أهل الشام ولكن الفتى مقتول» وكان أوحد دهره في العلم والزهد قتله هشام بن عبد الملك وقتل معه صاحبه صالحا لأنه كان ينال من بني أمية. وإسماعيل بن عبد الله بن أبي مهاجر مولى بني مخزوم من أهل دمشق كان يؤدب أولاد عبد الملك بن مروان.
ونشأ من الكتاب في هذا القرن عبد الله بن أوس الغساني سيد أهل الشام وأسود بن قبيس الحميري من كتاب بني أمية بدمشق ، وفي الفلسفة ساويرا سابوخت أسقف قنسرين اليعقوبي كان على عهد السفيانيين في الشام ممثل الحركة الأدبية وقد جادل الموارنة بحضرة الخليفة معاوية سنة (٦٥٩ م) وألف رسائل ومقالات عديدة في الحساب والفلك والاصطرلاب والفلسفة واللاهوت ، ويعقوب الرّهاوي وغيرهم ، ونشأ في القرن السابع للميلاد أي في القرن الأول للهجرة كالينيكيوس البعلبكي وهو مهندس كيماوي قيل إنه مخترع النار اليونانية المركبة من النفط والكبريت والقطران وغيرها ، وكان أبو قرة أول كاتب نصراني ديني كتب بالعربية. ومن مشاهير النصارى في القرون الأولى القديس يوحنا الدمشقي (٧٨٠ م) كان علما في عصره وألف كتبا كثيرة في اللاهوت ومنهم قزما المنشى وقزما البار وندراوس الاقريطشي والبطريرك صفرونيوس.
عناية خالد بن يزيد بالنقل وأوائل التدوين :
كانت الكتب التي ترجمت لأبي هاشم خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي حكيم آل مروان وعالم قريش ، أول نقل أو تعريب كان في الإسلام في عاصمة الشام. وخالد بن يزيد هذا زهد في الخلافة وعشق العلم ، وإذا أنشأ جده معاوية ملكا في الشام دام ألف شهر ، فإنه أنشأ بعلمه مملكة