النجوم المنسوب إلى هرمس الحكيم ، وكان مطمح نظر المدونين ضبط مقاصد القرآن والحديث ومعانيهما ثم دوّنوا فيما هو كالوسيلة إليهما.
وحدث التدوين في عصر الصحابة الكرام على ما في «توجيه النظر» فقد ذكر بعض الحفاظ أن زيد بن ثابت ألف كتابا في علم الفرائض وذكر البخاري أن عبد الله بن عمر كان يكتب الحديث ، وذكر مسلم في صحيحه كتابا ألف في عهد ابن عباس في قضاء علي. وذكر صاحب الفهرست أنه رأى في مدينة الحديثة على الفرات خزانة للكتب فيها بخطوط الإمامين الحسن والحسين ، وأمانات وعهود بخط أمير المؤمنين علي وبخط غيره من كتاب النبي ، ومن خطوط العلماء في النحو واللغة مثل أبي عمرو بن العلاء وأبي عمرو الشيباني والأصمعي وابن الأعرابي وسيبويه والفراء والكسائي ومن خطوط أصحاب الحديث مثل سفيان بن عيينة وسفيان الثوري والأوزاعي وغيرهم.
وذكر المؤرخون أن أول كتاب نقل إلى العربية كتاب أهرن بن أعين في الطب وجده عمر بن عبد العزيز في خزائن الكتب فأمر بإخراجه للناس وبثه في أيديهم. وعمر بن عبد العزيز هو الذي قال : كنت أصحب من الناس سراتهم ، واطلب من العلم شريفه ، فلما وليت أمر الناس احتجت إلى أن أعلم سفساف العلم ، فتعلموا من العلم جيده ورديئه وسفسافه.
علماء القرن الثاني والأدب والنقلة والمنشئون فيه :
مضى القرن الأول وجاء الثاني فكثر القراء والمحدثون والشعراء والنقلة والمترسلون والكتاب بكثرة الفتوحات وفرط العناية بالعلم والأدب ، وقد نبغ في هذا القرن كثير من أهل العلم منهم رجاء بن حيوة الفلسطيني الكندي الأردني الفقيه العالم الذي كان يجالس عمر بن عبد العزيز (١٠١) ومكحول مولى بني هذيل فقيه الدمشقيين وأحد أوعية العلم والآثار (١١٣) وعبد الله ابن عامر اليحصبي القارىء المحدث أحد القراء السبعة من التابعين من أهل دمشق (١١٨) وسليمان بن موسى الأشدق الفقيه وكان أعلم أهل الشام بعد مكحول (١١٩) وربيعة بن يزيد شيخ دمشق بعد مكحول (١٢٣) وسليمان ابن حبيب المحاربي قاضي دمشق أربعين سنة (١٢٦) ويحيى بن يحيى بن قيس