التجارة الشامية
موقع الشام من التجارة وتجارة القدماء :
كان من وقوع الشام في طرف آسيا وإفريقية ، وقربها من الساحل المقابل لبحرها من أوربا ، أعظم مركز تجاري في القديم ، ومن أهم ما حمل أبناءها على الرحيل بتجاراتهم ، منذ عرف التاريخ امتداد سواحلهم. وكثرة الأخشاب التي تجود في غاباتهم ، تساعدهم على صنع السفن المتينة الكثيرة ، ثم إن مرونة أخلاقهم تدعوهم إلى الاختلاط بغيرهم ، وتقليده وتعلم لغته ومماثلته في عاداته وبهذا كانت شهرة الفينيقيين الذين استولوا على جزء مهم من تجارة شمالي إفريقية وجنوبي أوربا ، وبلغوا جزائر بريطانيا ، وأقاموا لهم مكاتب تجارية في كثير من سواحل هذا البحر المتوسط وبحر الظلمات ، وما زال الفينيقيون أعظم أمة تجارية بحرية في الدهر السالف ، ينقلون إلى الغرب حاصلات الشرق وإلى الشرق بعض ما كان يعمل في الغرب ، إلى أن قامت دولتا الرومان واليونان.
عاش الفينيقيون بالتجارة لازدحام أقدامهم في بقعة ضيقة من الأرض. ولم يكن لسائر شعوب الشرق من مصريين وكلدانيين وأشوريين ، ولا قبائل الغرب البربرية (الإسبان والغاليون والطليان) ، عهد بركوب البحار وشق العباب. والفينيقيون وحدهم جرأوا في تلك الأيام على تجشم البحر ومعاركة العباب. فصح أن يدعوا من أجل هذا عملاء تجارة العالم القديم وقادة البيع والشراء ، يبتاعون من كل شعب سلعه ويقايضونه على غلات البلاد الأخرى.
تجارة كانت مستحكمة الصلات مع الشرق برا والغرب بحرا.
واعتاد الفينيقيون أن يرسلوا في البر قوافل تتجه وجهات ثلاثا. إحداها