آخره :
........... |
|
نجما يضيئ كالشهاب ساطعا |
وإنما بنيت على الضم كالغايات ؛ لأنها غالبة الإضافة إلى الجملة والمضاف إلى الجملة في الحقيقة مضاف إلى المصدر الذي تضمنته الجملة.
فهي وإن كانت في الظاهر مضافة إلى الجملة فإضافتها إليها كلا إضافة فشابهت الغايات المحذوف ما أضيفت إليه فبنيت على الضم مثلها. ومع الإضافة إلى المفرد يعربه بعضهم لزوال علة البناء أي : الإضافة إلى الجملة والأشهر بقاؤه على بنائه لشذوذ (١) الإضافة (٢) إلى المفرد.
(ومنها) أي : من الظروف المبنية (إذا) زمانية كانت أو مكانية (٣).
وإنما بنيت لما ذكرنا (٤) في (حيث) وهي إذا كانت (٥) زمانية (للمستقبل) (٦) أي : للزمان المستقبل ، وإن كانت داخلة على الماضي ، وذلك ؛ لأن الأصل في استعمالها أن تكون لزمان من أزمنة المستقبل مختص من بينها بوقوع حدث فيه مقطوع بوقوعه في اعتقاد المتكلم.
__________________
(١) ولذا يرفع بعضهم سهيل على أنه مبتدأ محذوف الخبر أي : حيث سهيل موجود وترك إضافة مطلقا أشذ. (عبد الحكيم).
(٢) واعلم أن الظرف إذا دخل عليه الحروف الجر صار اسما صريحا نحو من قبلهم. (مفسر فوائد السرية).
(٣) وهي التي للمفاجأة عند المبرد وإذا الشرطية لا تكون إلا زمانية وأما التي لا تكون ظرفا أصلا ففي ثبوتها اختلاف كما يجيء ولذا لم يقل أو لا يكون الشيء منها. (سيلكوني).
(٤) قوله : (لما ذكرنا في حيث) في الرضي وأما إذا ففيها خلاف هل هي مضافة إلى الشرط أو لا انتهى فالدليل المذكور في حيث إنما يجري على مذهب من قال بإضافتها إلى الشرط وأنها ظرف للجزاء كما هو المشهور وأما على قوله : من بأنها معطوفة عنها والعامل فيها الشرط فلا يجري والأولى ما قاله الشيخ ابن الحاجب إنما بنيت حيث وإذ وإذا ؛ لأنها موضوعة لمكان حدث تتضمنه الجملة أو زمانه فشابهت الموصولات في احتياجها إلى الجملة. (عبد الحكيم).
(٥) إشارة إلى أن قوله : للمستقبل خبر مبتدأ محذوف مع تقدير العاطف بقرينة كونه حكما. (حاشية).
(٦) أي : وضعت لزمان وقوع الفعل في المستقبل سواء كانت داخلة على الماضي أو على المضارع. (عافية).