(وقد يقع (١) بعدهما المصدر) (٢) نحو : (ما خرجت مذ ذهابك) (٣) (أو الفعل)(٤) نحو : (ما خرجت مذ ذهبت) (أو أن) أي : ما كتب (٥) على هذه الصورة (٦) مثقلة كانت أو مخففة (٧) نحو : (ما خرجت مذ أنك ذاهب) أو (ما خرجت مذ أن ذهبت) أو الجملة الاسمية نحو : (ما خرجت مذ زيد مسافر) ولم يذكره لقلته.
(فيقدر) بعدهما (زمان مضاف) (٨) إلى أحد هذه الأمور ، ليصح حمل ما بعدهما عليهما ، فكان التقدير (٩) في (ما خرجت مذ ذهابك) مذ زمان ذهابك وعلى هذا القياس فيما بقي (وهو) (١٠) أي : كل واحد من (مذ ومنذ) اسمين ، (مبتدأ) وهما معرفتان لكونهما في تأويل (١١) الإضافة ؛ لأنهما إما بمعنى (أول المدة) أو (جميع المدة).
__________________
(١) معطوف على ما يستفاد من سابق كلامه أي : يقع بعدهما على المعنيين اسم زمان وقد يقع بعدهما مصدر أو استيناف أو اعتراض. (عبد الحكيم).
(٢) إذا كان دالا على الحال والماضي بقرينة الحال منذ يوم زيد إذا كان الكلام قائما ومنذ خروج زيد إذا مضى خروجه. (رضي).
(٣) فعلى المعنى الأول مدة زمان عدم خروجي زمان ذهابك وعلى الثاني جميع مدة عدم خروجي مدة زمانك. (فهم من وجيه الدين).
(٤) فإن كان ماضيا فهو لأول مدة وإن كان مضارعا فإن كان حالا فهو لجميع المدة وإن كان حكاية حال ماضيته فهو لأول المدة ولا يكون مستقبلا. (شيخ رضي).
(٥) يعنى ليس المراد بأن هي ما كانت مثقلة داخلة على الاسمية أو مخففة داخلة على الفعلية على التعيين لأحدهما بل المراد ما كتب.
(٦) يعني أن الكلام على حذف المضاف أي : اشتمل المثقلة والمخففة لا أن كلمة أن مستعملة فيما كتب على هذه الصورة حتى يرد عليه أن يوجب أن يقرأ.
(٧) بأن قرأت بسكونها لاشتراكها في الاقتضاء لتأويل ما بعدهما من الجملة المفرد ولا شك أن تلك الصورة شاملة لها. (أيوبي).
(٨) أو ساعة أو وقت أو يوم أو ليلة أو ساعة منهما القرينة فهذا تكرر الزمان ولم يقل : فيقدر الزمان المضاف. (عصام).
(٩) وإنما وجب ذلك التقدير ؛ لأن وضعهما لابتداء الغاية في الزمان فعدم تقديره يبطل ذلك الغرض وإنما حذف للعلم ويكون حينئذ بمعنى أول مدة. (عافية).
(١٠) شروع في إعرابهما وإعراب ما بعدهما بعد بيان ما المراد منهما مع التنبيه على وقع الاختلاف بين النحاة. (عوض).
(١١) فالصواب أنهما مضافان إلى الجملة التي حذفت لدلالة الجملة السابقة عليها ولذا بنيت منذ ـ