(و) منها (١) (قطّ) (٢) مفتوح القاف ومضموم الطاء المشددة وهذا أشهر لغاته وقد يخفف الطاء المضموم وقد يضم القاف اتباعا لضمه الطاء المشددة أو المخففة.
وجاء (قطّ) ساكنة الطاء مثل : (قط) الذي هو اسم فعل ، فهذه خمس لغات (٣) كلها (للماضي المنفي) أي : لا جل الفعل (٤) الماضي المنفي ، أو الزمان الماضي المنفي (٥) وقوع شيء فيه ليستغرق (٦) النفي جميع الأزمنة الماضية نحو : (ما رأيته قط).
وبناء الخفة لوضعها وضع الحروف ، وبناء المشددة لمشابهتها لأختها المخففة.
وقيل : حمل على أختها (عوض).
(و) منها (عوض) بفتح العين وضم الضاد وقد جاء فتحها وكسرها (للمستقبل) أي : لأجل الفعل المستقبل (المنفي) أو الزمان المستقبل المنفي فيه وقوع شيء ليستغرق النفي جميع الأزمنة المستقبلية نحو : لا أراه عوض وبناء (عوض) على الضم لكونه مقطوعا عن الإضافة ك : (قبل وبعد) بدليل (٧) إعرابه مع المضاف إليه نحو : (عوض
__________________
(١) ترك الشارح هاهنا تفسير رجع الضمير في قوله : (ومنها) دليل وجه تركه عدم تلك الكلمة في النسخة التي وصلت إلى الشارح كما هي أكثر النسخ التي وصلت إلى غيره من الشراح ويحتمل أن يكون لفظ منها من كلام الشارح وإنما زاده لتصحيح عطف قوله : (قط) على قوله : (لدى) كما هو الأليق. (عبد الله أيوبي).
(٢) وبناء قط على الضم حملا على أخته وهو عوض. (رضي).
(٣) قال الكسائي : أصله قطط فلما أسكن الأول للإدغام جعل الآخر متحركا مضموما.
(٤) يعنى لا يستعمل لنفسه بل لأجل الماضي المنفي الواقع قبله لمنفى وقوع الشيء ليستغرق النفي جميع الأزمنة الماضية ولا يجوز أن يكون اللام للصلة ؛ لأن قط لم يوضع لنفس الماضي المنفي ولو حمل على حذف المضاف أي: لاستغراق الماضي المنفي لكان أظهر. (وجيه).
(٥) والفرق بين التفسيرين أنه في الأول إشارة إلى كون لفظ المنفي في قول صفة للماضي حقيقة لكونه مسندا إلى الفعل الماضي وفي الثاني إشارة إلى أن كونه صفة للماضي ومسندا إليه مجاز عقلي ؛ لأنه لا معنى لنفي الزمان بل المنفي وقوع الحدث فيه. (عبد الله أفندي).
(٦) أي : بناؤها لتضمنها معنى من الاستغراقية أوفى. (موشح).
ـ وقوله : (ليستغرق) للإشارة إلى علة زيادة هذا اللفظ وفائدته يعني إنما أتى بهذا اللفظ مع إفادة الفعل السابق لما يفيده ليستغرق النفي المستفاد من السابق. (شرح).
(٧) والباء في قوله : (بدليل) للاستعانة ، يعني : إنما حكم على عوض بأنه مقطوع عن الإضافة باستعانة دلالة كونه معربا إذا كان. (أيوبي). ـ