فلوضع كلي والموضوع له جزئي (١) مشخص (٢).
(و) الثاني ، (الأعلام) الشخصية ، كما إذا تصوّر (٣) ذات زيد ووضع لفظ (زيد) بإزائه من حيث معلوميته ومعهوديته ، أو الجنسية ، كما إذا تصور مفهوم الأسد ، وهو الحيوان المفترس ، ووضع بإزائه من حيث معلوميته ومعهوديته لفظ (أسامة) (٤).
فهذا اللفظ بهذا الاعتبار (٥) علم لهذا المعنى الجنسي (٦) ومعرفة بخلاف ما إذا
__________________
ـ الضمير الراجع إلى النكرة نكرة فاستعمالها فيها مجاز. (اقليد).
(١) كان ينبغي الاكتفاء بالجزئي ؛ لأن التحقيق أن الموضوع له جزئي إضافية فربما يكون كليا.
(٢) عند المتأخرين وهو الحق والقدماء لم يعثروا عليه حتى المصنف فيجعل معنى قوله : الشيء بعينه لإفادة شيء بعينه والشارح بين الحق ولم يلتفت إلى ما قصده المصنف.
(٣) قوله : (كما إذا تصور ذات زيد) أي : بوجه مختص به في الخارج وإن كان يمكن في نفسه فرض اشتراكه فالمعلوم جزئي بوجه كلي كما قال الفلاسفة في علمه تعالى بالجزئيات ولذا اختار لفظ تصور دون أحس فإن طريق إدراك الجزئيات المادية بالوجه الجزئي إنما هو الاحساس فلا يشكل بلفظ الله تعالى ولا بالأعلام الموضوعة عند غيبة الموضوع له ؛ لأنه يمكن تصوره بوجه مختص به في لخارج كتصوره تعالى بكونه واجبا خالقا لما سواه فالمعلوم جزئي وإن كان العلم بوجه كلي على أن التحقيق إن لفظ الله من الأعلام الغالبة إلا أن غلبته تقديرية بخلاف الإله فإن غلبته بحقيقية.
(٤) فإنه بجوهره وضع للجنس المعين بخلاف اسم الجنس كأسد فإنه وضع لغير معين ثم جاء التعيين والتعيين جزء مفهوم علم الجنس وخارج عن مفهوم اسم الجنس. (شرح وضعية).
ـ أي : إذا تصور هذا المفهوم في الذهن متميزا ممتازا عن سائر المفهومات ووضع بإزائه من حيث معلوميته ومعهوديته بهذا التصور الذهنية الفارقة من سائر المفهومات لفظ أسامة فبهذا الاعتبار يكون علما لهذا المعنى الجنسي ومعرفة وهذا فرق دقيق بين اسم الجنس وعلم الجنس. (حلبي).
(٥) تقدير الظروف بعض الأحكام اللفظية كالعدل التقديري وإلى هنا ذهب كثير من النحاة. (حاشية وجيه).
(٦) وفي علم الجنس مذهبان أحدهما : أنه موضوع للماهية المعنية في الذهن من حيث تعينها وهذا مذهب سيبويه، وثانيهما : أنه موضوع للماهية من حيث هو هو كالجنس لكن قيل : إنه علم تقدير الضرورة بعض أحكام اللفظية كالعدل التقديري وغيره وعلى هذا كثير من النحاة. (شرح وضعيه).