وضع لفظ الأسد بإزاء هذا المفهوم الجنسي مع قطع النظر عن معلوميته ومعهوديته فإنه بهذا الاعتبار نكرة.
(و) الثالث : (المبهمات) يعني أسماء الإشارة والموصولات وإنما سميت مبهمات ؛ لأن اسم الإشارة من غير إشارة مبهم ، وكذا الموصول من غير صلة (١).
وهذا القسم من قبيل الوضع العام ، والموضوع له خاص ، فإنها موضوعة بإزاء معان معينة معلومة معهودة (٢) من حيث معلوميتها (٣) ومعهوديتها (٤) وضعا عاما (٥) كليا ، فإن الواضع إذا تعقل مثلا معنى المشار إليه المفرد المذكر ، وعين لفظا بإزاء كل واحد من أفراد هذا المفهوم (٦) كان هذا وضعا عاما ؛ لأن التصور المعتبر فيه عام ، وهو المشترك بين تلك الأفراد ، والموضوع له خاص ؛ لأنه خصوصية كل واحد من تلك الأفراد ، لا المفهوم المشترك بينها.
(و) الرابع ، والخامس : (ما عرف باللام) (٧) العهدية أو الجنسية (٨) أو
__________________
(١) ولم يقولوا للمضمر الغائب مبهم ؛ لأن ما يعود إليه متقدم فلا يكون مبهما عند المخاطب عند النطق به وكذا ذو اللام العهدية بخلاف اسم الإشارة. (خوافي).
(٢) وهي هذا الحجر الذي خرج من الدار مثلا ؛ لأن الأول حجر معين معلوم وكذا شخص الذي في الثاني معلوم ومعهود بعنوان الخارج من الدار ، فلفظ هذا في الأول والذي في الثاني موضوعان لهذا الحجر المعين والخارج المعين. (محرم).
(٣) يعنى بعد ملاحظة التعيين لكن لا بملاحظة تخصيص هذين اللفظين كهذين المعنيين كما في العلم حتى يكون الوضع أيضا خاصا بل هما موضوعان عاما. (أيوبي).
(٤) في ذهن المتكلم والمخاطب وفي هذا المقام قيد وقال : فانظر إلى العصام إن كنت من أهل المقام. (الرضا).
(٥) شاملا حال كونه وضعا كليا غير مانع من وقوع الشركة بين كثيرين.
(٦) قابل للجنسية من حيث هو مذكر أي : المفرد المذكر. (محمد أفندي).
(٧) واعلم أنه قال : وما عرف بحرف التعريف لكان أشمل وأعم لكن واختياره إشارة إلى أن المختار عنده ما ذهب إليه سيبويه من أن أداة التعريف هي اللام وحدها زيد عليها همزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن وأما الخليل فقد ذهب إلى أنها ال كهل في الاستفهام والمبرد إلى أنها الهمزة المفتوحة وحدها زيد عليها اللام للفرق بينهما وبين همزة الاستفهام. (جامي وغيره).
(٨) واعلم أن الاسم الداخل عليه لام التعريف إما أن يكون المراد منه الحقيقة نفسها أي : مع قطع النظر عن العوارض أو كان تلك معها فإن كان الأول سمى تعريفه تعريف الجنس والحقيقة ـ