الاستغراقية (١).
وإنما لم يقل (ما دخله اللام) لئلا يدخل فيه ما دخله اللام الزائدة لتحسين اللفظ.
والميم في : «ليس من امبر امصيام في امسفر» (٢) بدل اللام فلا يعد ما دخلته قسما آخر من المعارف.
(أو) عرف (بالنداء) نحو : يا رجل (٣) ، إذا قصد به معيّن ، بخلاف يا رجلا ، لغير معين ، فإنه نكرة.
ولم يذكره المتقدمون لرجوعه إلى ذي اللام ، إذ أصل (يا رجل) (٤) يا أيها الرجل.
__________________
ـ كما في قولك : الرجل خير من المرأة وإن كان الثاني فإما أن تعتبر في ضمن جميع الأفراد وفي ضمن بعضها فإن كان الأول سمي تعريف الاستغراق كما في قوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) وإن كان الثاني فإما أن يكون البعض معينا سواء كان واحدا أو اثنين أو جماعة سمى تعريف العهد الخارجي لكونه معهودا بين المتكلم والمخاطب وإن كان غير معين لا اثنين ولا جماعة سمى تعريف العهد الذهني لكونه معهودا في الذهن كما في قولك : ادخل السوق وليس بينك وبين مخاطبك سوق معهود في الخارج. (إيضاح).
(١) ولم يذكر المصنف العهدية الذهنية ؛ لأنها من حيث استعمالها في فرد مبهم نكرة ولذا يوصف بالجمل الخبرية.
(٢) معنى كونه بدلا من اللام إنه مستعمل في موقعها والأصل اللام في شرح التسهيل لابن مالك لما كانت اللام تدغم في أربعة عشر حرفا فيصير المعرف بها كأنه من المضاعف الفاء جعل أهل اليمن ومن داناهم الميم بدلها ؛ لأن الميم لا تدغم إلا في الميم انتهى فالميم حرف تعريف عوض اللام في لغتهم وليس معناه إنه منقلب عن اللام كما قلت بالراء في الرحمن الرحيم. (حاشية) [والحديث أخرجه أحمد في مسنده (٢٣١٦٧)].
ـ وجعل أهل اليمن بدلها ميما كقول الشاعر :
ذاك خليلتى وذويعا تبنى |
|
يرمى ورائي بامسهم وامسملة |
أي : بالسهم والسلمة وهي الحجر. (خبيصي).
(٣) أي : اسم الجنس الذي قصدته فرد معين فإن تعريفه بالنداء وأما العلم المنادي فتعريفه بالعلمية والنداء مفاد زيادة الوضوح وهو المختار وقيل : إنه عرف بالنداء بعد إزالة العلمية. (حاشية).
(٤) يعني أنه كان في الأصل معرفا باللام ثم توسل لندائه ثم حذف اللام وأل لكثرة الاستعمال فصار يا رجل. (سكوتي). ـ