استعمال المستعملين بحيث اختص العلم الغالب لفرد معين بمنزلة الوضع من واضع معين ، فكأن هؤلاء المستعملين وضعوا له ذلك.
(غير متناول غيره) أي : حال كون ذلك الاسم الموضوع لشيء بعينه غير متناول غير ذلك الشيء باستعماله (١) فيه ، واحترز به (٢) عن المعارف (٣) كلها.
وقوله : (بوضع (٤) واحد) أي : تناولا (٥) بوضع واحد لئلا يخرج الأعلام المشتركة ولما أشار إلى ترتيب أنواع المعارف في الأعرفية بترتيبها في الذكر ، أراد التنبيه على ترتيب أصنافها فيما يكون فيه هذا الترتيب ، فقال :
(وأعرفها) أي : أعرف المعارف ، يعني : أقلها لبسا عند المخاطب من حيث أصنافها.
(المضمر المتكلم) لبعد وقوع الالتباس (٦) فيه.
__________________
(١) بيان للتناول لغير معين مع كونه موضوعا له يعني ذلك التناول لا ينافي ذلك الوضع. (أيوبي).
(٢) قوله : (واحترز به عن المعارف كلها) فإنها وإن وضعت بخصوصيتها كل من أفراد المعينة كما قرره إلا أنه إذا استعملت تتناول غيره ويحتمله لئلا يخرج العلم المشترك نحو : زيد إذا سمى به رجل آخر ؛ لأنه وضع لشيء بعينه ويتناول غيره أيضا لكن يتناول غيره باوضاع متعددة لا بوضع واحد. (وجيه الدين).
(٣) لكونها متناولة غيرها فإن أنت مثلا وضع للمخاطب مع كونه متناولا لغيره وهو زيد وعمرو وبكر إذا خوطب به وقوله : (بوضع واحد) ليدخل فيه الأعلام التي وقع فيها الاشتراك نحو زيد إذا سمي به رجل ثم سمي به آخر فإنه وإن كان متناولا لغيره ولكن تناوله ليس بوضع واحد بل بأوضاع متعددة متجددة والمراد بقوله : إذا أنت متناول غيره أن يجوز استعماله في شخص غيره الذي استعمال فيه أولا لكون مفهومه كليا هذا مما أفاده صاحب المتوسط في هذا المقام. (عيسى الصفوري).
(٤) متعلق بمتناول أي : لا يتناول غير ذلك العين بالوضع الواحد بل أن تناول كما في الإعلام المشتركة فإنما يتناول بوضع آخر ، أي : بتسميه أخرى لا بالتسمية الأولى. (رضي).
(٥) قوله : (تناولا بوضع واحدا) إشارة إلى أن قوله : (بوضع واحد) ظرف لغو متعلق بالنفي متناولا بالنفي المستفاد من غير فيكون داخلا تحت المنفي فيفيد عموم التعريف للأعلام المشتركة وليس مقصودة مفعول مطلق بتقدير تناولا. (سيالكوني).
(٦) فإن المتكلم إذا قال : أنا سمعت المخاطب لم يقع التباس في كون أن الموضوع له لأنا هو المتكلم المعين. (عبدي).