فالأشياء (١) : هي المعدودات وآحادها : كل واحد منها.
وكمية الآحاد : ما يجاب به إذا سئل عن واحد أو عن أكثر من واحد من تلك المعدودات ب : (كم) والألفاظ الموضوعة بإزاء تلك الكميات بأن يكون كل واحد منها موضوعا لكمية واحدة منها أسماء العدد.
فالواحد موضوع لكمية آحاد الأشياء إذا أخذت منفردة.
فإذا سئل عن معدود منها ، بكم هو؟ يجاب بالواحد.
والاثنان موضوع لكميتها إذا أخذت مجتمعة متكررة (٢) مرة واحدة (٣).
فإذا سئل عن معدودين يجاب بالاثنين وهكذا إلى ما لا نهاية له.
فظهر من التقرير (٤) أن لفظ الواحد والاثنين داخلان في هذا التعريف ؛ لأنهما من أسماء العدد في عرف النحاة وإن لم يكونا عند بعض الحساب من العدد (٥)؟.
__________________
ـ هو الذي يكون نهاية لبعض الأجزاء وبداية للبعض كالآن فإنه نهاية الماضي وبداية المستقبل فيخرج الواحد والاثنان ؛ لأنهما ليستا بمركبتين من الآحاد وقيل : كثرة مركبة من الآحاد. (خبيصي).
(١) قوله : (فالاشياء هي المعدودات) مثلا الشيء في ثلاثة رجال هو نفس الرجال من غير اعتبار تعدده وآحاده هو مع اعتبار تعدده يعني كل واحد منها وكميته هي لوحدات الثلاثة فالثلاثة موضوعة لهذه الكمية والشيء فيما إذا كان المعدود واحد هو رجل وفرس من غير اعتبار التعدد وأجاده منفردة هو مع اعتبار التعدد وكميته هي الوحدة والحاصل أي : العدد ما وضع لكمية عدد الشيء المعدود والكمية عدده المعين كالواحد والاثنين ونحوهما. (وجيه الدين).
(٢) فإنه إذا تكررا الواحد مرة حصل الواحد أن فيقال : اثنان. (أيوبي).
(٣) بأن يزاد واحد على واحد يكون اثنان احتراز عما إذا تكرر مرتين فإن ثلاثة ولم يكن الجواب الاثنين بل الثلاثة. (تأمل).
(٤) وهذا التقرير لا يرضى به المصنف فإنه قال في إيضاح المفصل : العدد مقادير آحاد الأجناس فالواحد والاثنان على ذلك ليسا بعدد وإنما ذكر في العدد ؛ لأنه محتاج إليهما فيما بعد العشرة فهما من العدد استطرادا. (عبد الحكيم).
(٥) لأن تعريف العدد عندهم هو نصف مجموع حاشيته والواحد ليس له إلا حاشية واحدة وهو الاثنان فلا تكون من أسماء العدد وذلك كالثلاثة فإن حاشيته اثنان وأربعة فإذا جمعا صارت ذا نصف ستة يكون النصف ثلاثة فالثلاثة نصف مجموع حاشيته. (وجيه).