وأراد (١) بالمذكر ما يكون مجردا عن التاء ملفوظة أو مقدرة ليخرج عنه نحو : (طلحة) فإنه لا يجمع بالواو والنون خلافا للكوفيين : وابن كيسان فإنهم أجازوا (طلحون) بسكون اللام ، وابن كيسان بفتحها.
ويدخل فيه ، نحو : (ورقاء) و (سلمى) اسمي رجلين ، فإنهما يجمعان بالواو والنون اتفاقا ؛ لأن علم التأنيث هو التاء لا الألف فلا يمنع (٢) من الجمعية بالواو والنون ؛ لأن الممدودة تقلب واوا فتنمحي صورة علامة التأنيث والمقصورة تحذف وتبقى الفتحة قبلها (٣) دالة عليها.
(وشرطه) أي : وشرط الاسم الذي أريد جمعه جمع الذي أريد جمعه المذكر الصحيح (إن كان صفة) من الصفات غير علم (٤) كاسم الفاعل والمفعول (فمذكر (٥) يعقل) أي(٦): له شروط فالشرط الأول : كونه مذكرا يعقل كما مر.
(و) الشرط الثاني : (أن لا يكون) (٧) ذلك الاسم الكائن صفة (أفعل فعلاء) (٨)
__________________
ـ لكن الشرط الآخر وهو كونه علما للعامل لم يوجد. (قاموس).
(١) أجاب به عما ذكره الرضي : أنه كان عليه أن يقول بدل قوله : (فيذكر فمجرد عن التاء) ليخرج نحو : طلحة ويدخل نحو : سلمى وفاء علمي رجلين ، ولا يخفي أن الجواب ضعيف. (عصام الدين).
(٢) إذا لم يكن المؤنث بالألف كالمؤنث بالتاء لا يمنع ما كان مؤنثا بالألف. (أيوبي).
(٣) فجمع حمزة على حمزا ومقلب الهمزة إلى الواو.
(٤) قوله : (غير علم) إن كان معناه غير منقول من الوصفية ففائدته إخراج نحو : أحمر إذا سمي به ذكر فإنه يجمع بالواو والنون لصيرورته سما وعدم اعتبار الوصفية الأصلية وإن كان معناه عبر علم حال الوصفية ففائدته التنبيه على أن العلمية لا تحل مع الوصفية لكونهما متضادين فلذا لم نشترط العلمية في الصفة عند جمعتها أشرف جموع. (عبد الحكيم).
(٥) لو قال : بعلم مكان بعقل لكان أولى بحيث لا يخرج عنه صفات الله تعالى نحو : (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ)[الذاريات : ٤٨] اللهم إلا أن يقال : الشرط هو الفعل ونحو الماهدون صدر فيما جمع بالتأويل. (هند).
(٦) قوله : (الشرط الأول ... إلخ) جعل التذكير والعقل شرطا واحد مع أنهما شرطان متتابعة لما ذكره الهدى أن مناط الفائدة الوصف دون قوله : (مذكر) لأنه مستغنى عنه كون الكلام في جمع المذكر. (فاضل عصام).
(٧) قوله : (أن لا يكون ذلك الاسم ... إلخ) يرجع الضمير إلى الصفة نؤول الوصف لعدم صحته في قوله : (ولا مستويا فيه مع المؤنث) كما يجيء. (سيالكوني).
(٨) الإضافة لأدنى ملابسة أي : أفعل الذي مؤنثه فعلاء مثل أحمر حمراء. (هند)