هذه الصفة بتأويل الوصف مع (المؤنث مثل : جريح وصبور).
يقال : (رجل جريح ، وصبور ، وامرأة جريح وصبور) فلا يجمع بالواو والنون ولا بألف والتاء فإنه لما لم يختص بالمذكر ولا بالمؤنث لم يحسن أن يجمع جمعا مخصوصا بأحدهما بل المناسب أن يجمع جمعا يستويان فيه مثل : جرحى وصبر.
(و) الشرط الخامس : (أن لا يكون) (١) الاسم المذكور مذكرا متلبسا (بتاء التأنيث مثل : علامة) (٢) كراهة اجتماع صيغة جمع المذكر وتاء التأنيث ولو حذفت التاء لزم اللبس (٣). (وبحذف (٤) نونه) أي : نون الجمع (بالإضافة) لما مر في التثنية (٥).
(وقد شذ (٦) نحو : (سنين)
__________________
ـ والمعنى أن لا يكون الاسم المذكور أي : الكائن صفة مذكر أي : مجردا عن التاء مستويا ذلك المذكر في تلك الصيغة أي : في صيغته وهيئته مع المؤنث بأن يستعملوا للمذكر والمؤنث صيغة واحدة مجردة عن التاء فاندفع اعتراض الرضي بأن هذه العبارة استحق من قوله لم فمذكر علم يعقل لأن مستويا عطف على أفعل فعلاء فيكون المعنى وأن لا يكون الوصف المذكر مستويا في ذلك الوصف عن المؤنث ولا معنى لهذا الكلام وكيف يستوي الشيء في نفسه مع غيره ؛ لأن مبني هذا الاعتراض من إرجاع ضمير وإن لا يكون إلى الوصف والشارح جعل الضمير راجعا إلى الاسم المذكور. فتدبر فإنه مزلة الأقدام. (فاضل محشي ك).
(١) قوله : (أن لا يكون الاسم المذكور ملتبسا ... إلخ) قبل هذا الشرط غير محتاج إليه لاستغنائه عنه بقوله : (فمذكر) وإنما ذكره لدفع وهم من يتوهم أن المراد بالتذكير هو من حيث المعنى. (وجيه الدين).
(٢) قوله : (مثل علامة) وما قيل : أن نحو : علامة خارج بقوله : (ولا مستويا فيه مع المؤنث) لأن فعالة يستوى فيه المذكر والمؤنث فليس بشيء ؛ لأنه ليس مذكرا مستويا مع المؤنث بل مؤنثا مستويا مع المذكر. (س).
(٣) لأن التاء فيه علامة للمبالغة فلو حذفت التاء لزم اللبس بين المبالغة وغيره. (هند).
(٤) قوله : (ويحذف) أي : يجب حذف نونه بالإضافة أما حذف نونه كنون المثنى لتقصير الصلة كما في قوله : الحافظوا عورة العشيرة ، قيل لام ساكنة اختيار كما جاء في الشواذ : (إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ)[الصافات : ٣٨] بنصب العذاب فليس بواجب. (عصام).
(٥) إذ النون لقيامها مقام التنوين يوجب تمام الكلمة وانقطاعها والإضافة توجب الاتصال والامتزاج فيتنافيان أي: الإضافة والنون معا. (هند).
(٦) قوله : (وقد شذ) جواب عن سؤال مقدر وهو أن يقال : إن الأرض والسنة ونحوهما جمعت هذا الجمع وهو الأرضون والسنون ونحوهما مع انتقاء الشرائط المذكورة هي كونه مذكرا علما ـ