أي : جعل (١) معمول الصفة تمييزا (في) المعمول (النكرة) هذا (٢) عند البصريين ، قال الكوفيون : بل هو على التمييز في الجميع (٣) ؛ لأنهم يجوزون تعريف المميز (٤) ، وقال بعض النحاة : على التشبيه بالمفعول في الجميع ؛ وقال الشارح الرضي : والأولى التفصيل.
(والجر) في المعمول (على الإضافة) أي : إضافة الصفة إليه (وتفصيلها) أي : تفصيل هذه الأقسام في ضمن (٥) أمثلة جزئية ، فقولنا : (حسن وجهه) بتنوين الصفة ورفع وجهه بالفاعلية ، أو نصبه على التشبيه (٦) بالمفعول وبحذف التنوين وجر وجهه
__________________
ـ حالا وفي المعنى دلالة على صفة له في نفسه سواء كانت هي الصفة المذكورة نحو : زيد حسن الوجه فإنه يحس بحسن وجهه أولا نحو : زيد غليظ الساقين أي : قبيح فإن لم تجر في اللفظ عليه نحو : زيد وجهه حسن أو جرت عليه لكنها لم تدل على صفة له في نفسه لم يجز استتار الضمير فيها فيقبح زيد أبيض الثوب. (فاضل).
(١) وإنما زاد الشارح قوله : (أي : جعل) للإشارة إلى مغايرة الاعتبارين لأن النصب في الأول إنما هو على التشبيه بالمفعول وليس في المعمولات معمول معين يقال له التشبيه فليس فيه الجعل وإما هاهنا فلما كان التمييز معمولا معينا اعتبر فيه الجعل. (تكملة).
(٢) أي : الفصل بين كون المعمول المنصوب معرفة وبين كونه لكرة بأن يكون نفسه في الأول على التشبيه وفي الثاني على التمييز. (شرح).
(٣) ولما حكم البصريون بكونه منصوبا على التشبيه في الصورة الأولى مبنيا على عدم جواز التمييز معرفة حيث اضطروا إلى الحكم بالتشبيه أراد الشارح أن يبين أن البصريين مضطرون إلى هذا لعدم جواز التمييز معرفة عندهم ولكن الكوفيين لم يحتاجوا ولم يضطروا إلى الحكم بمعمول غريب. (تكملة).
(٤) ويجوز تعريف المميز بالإضافة على الشذوذ كقوله تعالى : (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ.) (حاشية).
(٥) قوله : (في ضمن) جواب لمن قال) أن الضمير راجع إلى المسائل ؛ لأنها هي المذكورة والتفصيل إنما يتمشى في الجزئيات والمسائل وتفصيل المسائل إنما يكون بذكر أحكامها فلم يذكر فيما بعد بل الحق إنه راجع إلى الأقسام الثمانية عشر فإنها فإن لم يكن مذكورة مجموعة بلفظ واحد لكنها مذكورة في ضمن أمثلة جزئية. (عبد الله أفندي).
(٦) أورد هاهنا بعلى حيث قال على التشبيه وفي الأول بالباء حيث قال بالفاعلية لتحصيل الإشارة إلى أن الفاعلية معنى مستقل لاقتضاء الإعراب بخلاف الثاني فإنه أمر اعتباري ومختلف فيه بين النحاة. (شرح).