في صورة (١) كانت الصفة فيها مجردة عن اللام مضافة إلى معمولها المضاف إلى
ضمير الموصوف مثل : (حسن وجهه) فسيبويه وجميع البصريين يجوزنها على قبح في ضرورة الشعر والكوفيون يجوزونها بلا قبح السعة.
وجه الاستقباح أنهم إنما ارتكبوا الإضافة ؛ لقصد التخفيف فيقتضي الحال أن يبلغ أقصى ما يمكن منه ، ويقبح أن يقتصر على أهون التخفيفين ، أعني : حذف التنوين ولا يتعرض لأعظمه مع إمكانه (٢) وهو حذف الضمير مع الاستغناء عنه بما استكن في الصفة.
والذي أجازها بلا قبح نظر إلى حصول شيء من التخفيف في الجملة ، وهو حذف التنوين قوله (٣). (والبواقي) (٤) من الأقسام الثمانية عشر التي خرجت منها الأقسام الثلاثة المذكورة وهي خمسة عشر قسما.
(ما كان (٥) فيه ضمير واحد) منها ، أي : من تلك البواقي إما في (٦) الصفة وهو سبعة أقسام (الحسن الوجه) بنصب المعمول (٧) و (الحسن الوجه) بجره (٨) و (حسن
__________________
(١) وإنما قدر الشارح لفظ الصورة بين الجار والمجرور لتحقيق أن لفظ المثل إشارة إلى أن الاختلاف ليس مقصورا على شخص هذا التركيب بل شامل لصورته النوعية فلذا أورده بلفظ المثل ولم يقل وفي حسن وجهه. (حاشية).
(٢) أي : مع كون التعرض أو مع كون أعظم التخفيف ممكنا هاهنا لكون المعمول وجهه.
(٣) وإن كان ذلك التخفيف أهون فلا يقتضي عدم التعرض إلى أعظمه لاستقباح هذه الإضافة. (تكملة).
(٤) عطف على جملة اثنان منها ممتنعان أو على جملة اختلف وقيل : استئناف أو اعتراض.
(٥) الموصول مع صلته نعت للبواقي أو بدل بعض للبواقي كبير.
(٦) ولما كان موضع الضمير المذكور موضعين أحدهما نفس الصفة والآخر معمول الصفة أراد الشارح التفصيل. (شرح).
(٧) فإن الصفة في هذا القسم معرف باللام ومعمولها ليس بفاعل لها لكونه منصوبا فيقتضي أن يكون فاعله ضميرا مستترا تحته فيوجد فيه ضميرا واحدا في الصفة. (أيوبي).
(٨) فإن هنا القسم الذي يكون الصفة فيه باللام مضافة إلى معمولها ففاعلها مقدر تحته فيوجد في هذا الصفة أيضا ضمير واحد. (عبد الله).